استمرار وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” و”حماس” يواجه تحديات عديدة وسط تصعيد مستمر
![](https://www.ghadnews.net/wp-content/uploads/2025/02/5.jpg)
تظهر تطورات متتالية تعيق تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” و”حماس”، مما يزيد من احتمالية انهيار الاتفاق في أي لحظة.
تأكدت هذه المخاوف بعد تهديد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بتصعيد الأوضاع في حال لم تفرج “حماس” عن جميع المحتجزين الإسرائيليين دفعة واحدة. أعلن “ترامب” أنه سيطالب بإلغاء الاتفاق إذا لم يتم الإفراج عنهم قبل الموعد المحدد ظهر السبت القادم.
لم يقتصر تهديد “ترامب” على حماس فقط، بل أشار أيضًا إلى إمكانية وقف المساعدات المالية عن كل من مصر والأردن إذا لم تستقبلا اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة. تعكس هذه التصريحات تصعيدًا واضحًا يهدد استقرار الاتفاق ويزيد من احتمالية عودة العمليات العسكرية.
اتخذت “حماس” قرارًا بتأجيل عملية الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، مبررة هذا التأجيل بعدم التزام “إسرائيل” بالشروط المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
أوضحت الحركة أن “إسرائيل” لم تسمح بعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة واستمرت في استهداف المدنيين الفلسطينيين بالقصف وإطلاق النار، مما أدى إلى سقوط قتلى. كما اتهمت “حماس” السلطات الإسرائيلية بتأخير إدخال المواد الإغاثية والمستلزمات الطبية التي تم الاتفاق على إدخالها.
أوضحت “حماس” في بيانها الصحفي أن قرار التأجيل جاء لإعطاء الفرصة للوسطاء للتدخل والضغط على “إسرائيل” للالتزام بالشروط.
ومع ذلك، أكدت الحركة أن إمكانية تنفيذ عملية تبادل الأسرى في موعدها لا تزال قائمة إذا استجابت “إسرائيل” للاتفاق بشكل كامل.
في المقابل، شدد مكتب رئيس وزراء الاحتلال “بنيامين نتنياهو” على أن “إسرائيل” تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، مؤكدًا أن أي انتهاك للاتفاق سيتم التعامل معه بجدية. وردًا على تأجيل “حماس”، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” أن تأجيل التبادل يعد انتهاكًا للاتفاق، مضيفًا أنه أعطى أوامر للجيش بالاستعداد لأي تطورات قد تحدث في غزة.
قرر “نتنياهو” عقد مشاورات أمنية عاجلة بعد الإعلان عن تأجيل التبادل، وتقديم موعد اجتماع الحكومة للتباحث في هذه التطورات. كما رفعت القوات الإسرائيلية حالة التأهب على الحدود مع غزة، وأرسلت تعزيزات عسكرية إلى القطاع في ضوء التصعيد الأخير.
أعرب الوسطاء الدوليون عن غضبهم من تأجيل مباحثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بسبب تأخير “إسرائيل” في الالتزام بالاتفاق. عاد وفد التفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة لبحث سبل استمرار المرحلة الأولى من الاتفاق بعد توجيهات من “نتنياهو” بتجنب مناقشة المرحلة الثانية.
في الوقت نفسه، أكدت صحيفة “معاريف” العبرية أن “نتنياهو” سيعقد اجتماعًا للمجلس الوزاري المصغر لمناقشة شروط “إسرائيل” للمضي قدمًا في المفاوضات، والتي تتضمن نزع سلاح “حماس” وتفكيك جناحها العسكري والإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين.
تشهد الأيام المقبلة تحديات كبيرة لاستمرار وقف إطلاق النار، وسط تصعيد متزايد وضغوط دولية لضمان الالتزام ببنود الاتفاق ومنع انهياره الكامل.