عربي ودولى

توكل كرمان تحتفل بالذكرى الرابعة عشرة للثورة اليمنية وتؤكد على قيم الحرية والعدالة

أكدت توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، خلال احتفالها بالذكرى الرابعة عشرة للثورة اليمنية أن هذه الثورة لا تزال مصدر أمل لبناء وطن حر وعادل قائم على القانون والعدالة الاجتماعية. وأعربت عن تضامنها مع الشعب السوري في معاناته الإنسانية المستمرة، مشيدة بتضحيات الشعبين اليمني والسوري في مواجهة الظلم والطغيان، ومجددة التزامها بدعم قيم الحرية والعدالة

وأشارت كرمان إلى أن اليمنيين، برغم كل الظروف القاهرة، يواجهون التحديات بثبات وشجاعة، داعية إياهم إلى التمسك بثوابتهم الوطنية ومبادئ ثورتهم لمواجهة أعداء الدولة اليمنية، بما في ذلك ميليشيات الحوثيين.

ثورة فبراير تمثل حلم الشعب اليمني في بناء دولة تحترم المواطن وتحقق العدالة. هذا الحلم يعكس إرادة الشعب في التمسك بقيم الحرية والسيادة.

الثورة اليمنية كانت تهدف إلى تغيير النظام الفاسد وتحقيق المساواة، لكنها واجهت تحديات كبيرة من قوى معارضة سعت لإعادة البلاد إلى الاستبداد. هذه القوى استخدمت الفوضى لتبرير أفعالها وتحميل الثورة مسؤولية الأزمات التي تمر بها البلاد.

تتناول الخطبة معاناة الشعب اليمني تحت الاحتلال الحوثي، حيث يتم فرض العيش تحت ظلم واستبداد، مما يؤدي إلى تدمير الوطن وطمس هويته. كما يرفض اليمنيون التدخلات الخارجية ويصرون على حقوقهم في الحرية والكرامة.

يواجه اليمن تحديات كبيرة تتمثل في السيطرة الحوثية المدعومة من إيران، حيث تتفاقم معاناة الشعب اليمني في ظل غياب الدولة. يتطلب الوضع الحالي توحيد الجهود لاستعادة الدولة اليمنية ودحر الانقلاب.

يواجه الشعب اليمني تحديات كبيرة، لكنه مصمم على عدم الاستسلام للظلم والاستبداد. الثورة مستمرة، وعزيمة الشعب أقوى من محاولات التمزيق والتفكك.

تستمر ثورة فبراير في كونها مصدر إلهام للشعب اليمني في مواجهة التحديات. يجب أن يبقى التلاحم بين اليمنيين هو السلاح الرئيسي لاستعادة الدولة والحفاظ على الهوية.


ما هي أهم قيم ثورة فبراير؟ 

كيف يؤثر الوضع في سوريا على اليمن؟ 

ما هي التحديات التي تواجه الثورة اليمنية؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شعبنا العظيم

أحييكم في الذكرى الرابعة عشرة لثورة الحادي عشر من فبراير، الثورة الشبابية السلمية التي جسدت طموح الشعب اليمني في بناء دولة المواطنة، العدالة، وسيادة القانون. إحياء هذه الذكرى يؤكد على المبادئ الوطنية التي قامت عليها الثورة، المتمثلة في الحرية، العدل، والعيش الكريم.

أيها اليمنيون الأحرار، ونحن نستذكر مسيرة ثورتنا وثوابتنا الوطنية، نعيش اليوم لحظة تاريخية ملهمة تضج أصداؤها في العالم، حيث نرى أشقاءنا في سوريا يجنون ثمار كفاحهم بعد 14 عامًا من المعاناة. رغم براميل الموت، السجون الرهيبة، والنزوح الذي طال الملايين، ظلوا متمسكين بقضيتهم، واليوم يتخلصون من طغيان الأسد ونظامه، مستعيدين دولتهم. لقد أثبتت الثورة السورية، كما ثورات الشعوب كافة، أن الظلم مهما طال فهو زائل، وأن إرادة الشعوب لا تنكسر.

إنّ انتصار السوريين هو انتصار لكل أحرار الأمة، ودليل حي على حتمية انتصار الحق. ونحن في اليمن، رغم الجراح، سنواصل مسيرتنا لتحقيق أهداف ثورتنا، واستعادة دولتنا، وتحرير بلدنا من ميليشيات الحوثي وداعميها الإيرانيين، ومن واقع التمزق وأمراء الحرب والوصاية السعودية والإماراتية، حتى ينهض اليمن من محنته ويستعيد حريته وكرامته.

أيها الشعب اليمني العظيم،
ثورة فبراير كانت حلمنا ببناء وطن قائم على القانون والعدالة والمساواة، لتغيير نظام عائلي فاسد احتكر اليمن لثلاثة عقود كان من الممكن أن تكون عقود ازدهار وتقدم بدلًا من الفساد والاستبداد. سعت الثورة لبناء دولة قائمة على عقد وطني يضم كل القوى السياسية والمدنية والشبابية، ونجحت في إنتاج مشروع دستور جديد عبر حوار وطني شامل.

لكن منذ يومها الأول، واجهت الثورة مؤامرات أعدائها، الذين تحالفوا لإجهاضها، بدءًا من النظام المخلوع وميليشيات الحوثي في انقلاب أسود هدفه إعادة البلاد إلى عهد الاستبداد والطائفية. اليوم، يحاول خصوم الثورة تشويه صورتها وتحميلها مسؤولية سقوط الدولة والحرب والانهيار، رغم أن الانقلاب الذي نفذه المخلوع وحلفاؤه الحوثيون هو السبب الحقيقي لهذه الكوارث.

تُشن الآن حملات لتبرئة النظام السابق والانقلاب الذي أذل الشعب، في وقت تستثمر فيه قوى الثورة المضادة، من بقايا النظام الفاسد وطموحات طائفية وانفصالية، في الفوضى لإعادة نفوذها. هذه القوى استمدت وجودها من إرث النظام الذي فكك الدولة وأضعف مؤسساتها، مما أدى للمأساة الحالية.

الهجوم على ثورة فبراير وعلى قواها الوطنية والشبابية ليس فقط محاولة لتبرئة انقلاب الحوثي، بل أيضًا لتبييض الدور الإقليمي المشبوه للسعودية والإمارات، اللتين ساهمتا في تعميق الأزمة عوضًا عن استعادة الدولة.

إلى ميليشيا الحوثي، اخترتم خيانة الوطن وفرضتم قهرًا وظلمًا وعنصرية على اليمنيين، وأدخلتم البلاد في دوامة الحرب والدمار، لكن إرادة الشعب لا تُكسر. مهما حاولتم، لن يقبل اليمنيون الظلم والطائفية، ولا وجود قوى خارجة عن الدولة تسعى لتقييدهم، حتى بدعم إيران.

إلى من يدّعون الشرعية، كيف تقبلون أن تكونوا في مواقع مسؤولية بينما تتفرقون والبلد يتمزق؟ أين مسؤوليتكم تجاه اليمن؟

افهموها:

اليمنيون لن يقبلوا بالبطش والفساد والطائفية أو قوى خارج الدولة تفرض سيطرتها عليهم. محاولات الهيمنة والدعم الإيراني لإخماد حلم الشعب بالحرية والديمقراطية ستفشل. اليمن لا يعرف إلا رجاله ونسائه الصامدين في النضال من أجل الكرامة والعدالة.

إلى من يدّعون تمثيل الشرعية: كيف تقبلون بالمسؤولية وبلدكم يتفكك وأنتم غارقون في الانقسامات والمصالح الشخصية، بينما الشعب يعاني. مرتباتكم بالدولار، وشعبكم يواجه الفقر والحوثيين وفشل حكوماتكم في مناطق سيطرتكم التي تتباهون بأنها تمثل معظم اليمن. لقد فقد الشعب ثقته بكم، وأنتم لا تختلفون في إضراركم باليمن عن الحوثيين.

أما المجلس الانتقالي، فقد أصبح مكشوفاً في تواطئه مع قوى تسعى لتقسيم اليمن، متسبباً بالأزمات المعيشية والاقتصادية. الشرعية مرتهنة للخارج وتخلت عن مسؤولياتها، وأجندات بعض الدول الحليفة ساهمت في إضعاف الشرعية وتقوية الانقلاب الحوثي.

أيها الشعب اليمني، التصدي للظلم والاستبداد يتطلب الوحدة والإيمان بالمواطنة والكرامة. لن نرضخ للإمامة أو أي مشاريع تقسيمية، ولن نستسلم للهيمنة الخارجية. الثورة والتغيير ليسا شعارات بل التزام بقيم وطنية وأخلاقية. رغم التحديات، ستبقى ثورة فبراير حيّة في قلوب الأحرار ومرجعيتنا في مواجهة الطائفية والانفصالية.

لن نسمح لبلدنا أن تكون أداة للقوى الأجنبية أو لأمراء الحرب. علينا التلاحم لاستعادة دولتنا وإقامة دولة قانون تحقق الكرامة وتساوي الحقوق لكل اليمنيين. اليمن سيظل جمهورية واحدة وموحدة، دولة قانون تحترم حقوق الإنسان والديمقراطية.

عاشت اليمن حرّة، والمجد لثوراتنا ولكل يمني يؤمن بالجمهورية ووحدة اليمن واستقلالها. والسلام عليكم ورحمة الله.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى