السعودية ترد بقوة على خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين وتصريحات نتنياهو المثيرة
![](https://www.ghadnews.net/wp-content/uploads/2025/02/السعودية-ترد-بقوة-على-خطة-ترامب-لتهجير-الفلسطينيين-وتصريحات-نتنياهو-المثيرة.jpg)
أدرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السعودية بجانب مصر والأردن في خطته المثيرة للجدل لتهجير الفلسطينيين، الأمر الذي أثار موجة من ردود الفعل السعودية الغاضبة وغير المتوقعة.
بعد أن كان يقتصر في تصريحاته السابقة على ذكر مصر والأردن، أضاف ترامب السعودية ضمن الدول التي يأمل أن تساعد في إعادة بناء قطاع غزة بعد أن يتم شراؤه من الولايات المتحدة، مما أشعل موجة من الانتقادات الشديدة من جانب الحكومة السعودية.
أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا شديد اللهجة فور تصريحات ترامب ونتنياهو، حيث وصفت تصريحات بنيامين نتنياهو بالدعوة لإقامة دولة فلسطينية على أراضي السعودية بـ”العدائية والمتطرفة”.
الوزارة أكدت أن هذه التصريحات تهدف إلى لفت الأنظار بعيدًا عن الجرائم الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين في غزة، مشددة على أن الشعب الفلسطيني ليسوا مهاجرين أو دخلاء على أرضهم، ولا يمكن طردهم من وطنهم.
لم تكتفِ السعودية بإصدار بيان، بل عمدت إلى إزالة أي صفة رسمية لنتنياهو في بيانها، حيث ذكرت اسمه دون الإشارة إلى منصبه السياسي، وهو الأمر الذي عكس توجهًا سعوديًا حازمًا في التعاطي مع الاحتلال الإسرائيلي.
الإعلام الرسمي السعودي، من خلال قنوات مثل “الإخبارية”، أشار إلى أن نتنياهو قد فقد صفته الرسمية بعد تحوله إلى قائد جماعة تحتل وتقتل الفلسطينيين.
أشعل هذا الموقف السعودي نقاشًا واسعًا في وسائل الإعلام المحلية حول الدور السعودي في القضية الفلسطينية، حيث قامت قنوات مثل “العربية” و”الإخبارية” بتخصيص برامج لمناقشة الحالة النفسية والسياسية لنتنياهو.
“العربية” ناقشت احتمالية تأثير وضعه الصحي على قراراته الأخيرة، بينما ركزت “الإخبارية” على تاريخه الشخصي، ووصفت حكومته بأنها تمثل وجه الاحتلال الذي لا يتغير.
شهد الإعلام السعودي تغيرًا ملحوظًا في طريقة تعامله مع حركة حماس. بعد سنوات من التوتر بين الطرفين، نقلت وسائل الإعلام السعودية، مثل صحيفة “عكاظ”، تصريحات حماس التي أدانت خطة ترامب.
صحيفة “الشرق الأوسط” أبرزت تصريحات القيادي في حماس عزت الرشق، معتبرة إياها ردًا قويا على تصريحات ترامب.
فتح هذا التطور باب النقاش حول إعادة فتح قنوات التواصل بين السعودية وحماس. الكاتب السعودي نواف القديمي أشار في مقال له إلى أن الوقت قد يكون مناسبًا لإعادة تواصل السعودية مع حماس، ولو بشكل غير مباشر.
القديمي أكد أن قيادات من حماس كانت تربطها علاقات قديمة بالسعودية، وأن هذه العلاقات قد تساعد في تحقيق تقارب جديد، مشيرًا إلى أن إغلاق السعودية لأجوائها أمام الطيران الإسرائيلي سيكون خطوة عملية مصاحبة للتصعيد الإعلامي والسياسي الحالي.
بدا من خلال هذه التحركات الإعلامية والتصريحات الرسمية أن السعودية تتبنى موقفًا أكثر وضوحًا في مواجهة التصريحات الأمريكية والإسرائيلية حول تهجير الفلسطينيين، مع إبراز تاريخها الثابت في دعم القضية الفلسطينية وتجديد ولائها للقضية، مستشهدة بتصريحات الملوك السعوديين السابقين وفي مقدمتهم الملك فيصل والملك سلمان.