مريم الصادق المهدي، وزيرة خارجية السودان السابقة، تؤكد أهمية انتخاب محمود علي يوسف لرئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي.
![](https://www.ghadnews.net/wp-content/uploads/2025/02/0000000-2-780x470-1.jpg)
10 فبراير 2025
سيتم انتخاب الرئيس الجديد لمفوضية الاتحاد الأفريقي في القمة الثامنة والثلاثين للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا خلال أيام قليلة، من قبل جمعية الاتحاد الأفريقي عبر اقتراع سري. وقد جاء الرؤساء السابقون من المناطق الغربية والوسطى والجنوبية من إفريقيا. وأكد المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي على حق منطقة شرق إفريقيا في تقديم الرئيس القادم، وبالتالي ستتنافس منطقة شمال إفريقيا على منصب نائب الرئيس.
المرشحون المتنافسون على منصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في انتخابات 2025 هم:
- محمود علي يوسف (59 عامًا)، وزير خارجية جيبوتي السابق.
- رايلا أودينغا (80 عامًا)، رئيس وزراء كينيا السابق.
- ريتشارد راندرياماندرااتو (66 عامًا)، وزير خارجية مدغشقر السابق.
تتطلب عملية انتخاب مفوضية الاتحاد الأفريقي من المرشحين الحصول على أغلبية الثلثين من الدول الأعضاء الـ 55 في الاتحاد الأفريقي، وهو إنجاز غالبًا ما يتطلب تحالفات إقليمية ومفاوضات استراتيجية.
في مناظرة الانتخابات، برز يوسف وأودينغا كمرشحين رئيسيين في السباق لقيادة أهم تجمع في إفريقيا.
لا يمكن التقليل من أهمية تولي منطقة شرق إفريقيا زمام الأمور في مفوضية الاتحاد الأفريقي خلال هذا الوقت المليء بالتحديات الكبرى التي تواجه منطقة القرن الأفريقي. إلى جانب المشاكل المزمنة التي تغمر القارة، هناك تهديدات أكثر تحديدًا تستهدف المنطقة الشرقية:
- الهيمنة المتزايدة للتدخل الدولي في المنطقة، مما يجر معه العديد من الصراعات المعقدة داخل الدول المطلة على البحر الأحمر.
- النزاعات الداخلية والحروب الأهلية في السودان وإثيوبيا وجنوب السودان.
- المنافسة الطويلة الأمد بين دول الخليج وإيران، والحرب في اليمن، بالإضافة إلى طموحات بعض تلك الدول في السيطرة على الموانئ على البحر الأحمر.
- تصاعد حدة ووحشية الصراع الإسرائيلي-العربي في غزة ولبنان وتأثيره على استقرار مصر والأردن، خاصة بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي المنتخب حديثًا.
- السباق الأمريكي-الصيني-الروسي على إفريقيا والسيطرة على هذا الممر الحيوي، بالإضافة إلى الخوف من امتداد الحرب في السودان إلى المنطقة وتأثير ذلك على الجريمة المنظمة، والاتجار بالبشر، وتجارة المخدرات والأسلحة غير المشروعة، وتعاون الجماعات الإرهابية في غرب إفريقيا مع نظيراتها في شرق إفريقيا.
- الفشل في الوفاء بالتعهد بإسكات البنادق بحلول عام 2020، أو منع اندلاعها مرة أخرى، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية المتفاقمة بعد جائحة كوفيد، وزيادة عدد الدول الإفريقية الهشة والفاشلة، مما يهدد تحقيق أهداف 2063، وزيادة معاناة النساء في إفريقيا، والمستقبل القاتم لأطفالها.
بسبب كل ذلك، من المهم استخدام الانتخابات القادمة لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي كوسيلة للوحدة والتضامن، بدلاً من إهدار المزيد من الطاقة والجهود في الاستقطاب.
أعتقد أنه من الممكن تمامًا الوصول إلى توافق إذا كانت مصلحة شعوب إفريقيا هي الأولوية، بدلاً من معالجة المخاوف الداخلية لدولة واحدة.
كلا الرجلين لديه فرصة حقيقية للفوز، كما نعلم جميعًا خبراتهما، وجهود كل دولة لدعم نجاح مرشحها، والأجندة الهامة التي أولياها الأولوية في برامجهما.
السيد رايلا أودينغا، رئيس الوزراء الكيني السابق، هو رمز للإيمان بالديمقراطية. إن مثابرته على خوض الانتخابات وقبوله لنتائج الأصوات القريبة أمر يستحق الإعجاب. حكمته وخبرته والتزامه بالديمقراطية هي أمور مطلوبة بشدة في الهيئة المرجعية؛ لجنة الحكماء.
أما السيد محمود علي يوسف، فهو المرشح الأكثر ملاءمة وأهلية ليكون الرئيس الجديد لمفوضية الاتحاد الأفريقي؛ برؤيته الواضحة والحيوية التي تؤكد أن الأفارقة يجب أن يتولوا بأنفسهم أجندة السلام والأمن في إفريقيا. لأنه يرى أن الدعم الأجنبي أعاق التقدم المستدام. ويؤكد أن هذه القضية يجب أن تُعالج بفعالية ووضوح. ويطالب بأن يتخذ مجلس السلم والأمن دورًا استباقيًا بدلاً من الدور التفاعلي الذي كان يؤديه، وذلك من خلال وجود الإرادة السياسية لاستخدام الموارد الإفريقية، وعدم الاعتماد فقط على الاتحاد الأوروبي والشركاء الأجانب الآخرين.
أعتقد أن هذه الطريقة التكاملية؛ يمكن أن تقدم منطقة شرق إفريقيا مثالًا ونموذجًا لحل النزاعات من خلال نهج شامل وكامل، يعزز قيم التعاون، والسيناريوهات التي تحقق الربح للجميع، والرؤية الاستراتيجية. وهي قيم مطلوبة بشدة لتحسين وتطوير إفريقيا ككل، وترسيخ المبادئ الديمقراطية حيث يمثل (التوافق) شكلها الأكثر نقاءً.
شكرًا لكم
مريم الصادق المهدي
وزيرة خارجية السودان السابقة