تعرض الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، منتقدًا تسليطها الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية. أثارت تصريحاته موجة من الجدل في الأوساط الإعلامية والحقوقية.

لطالما وُجهت اتهامات إلى “بي بي سي” بالتواطؤ في التعتيم على الجرائم الإسرائيلية، بما في ذلك ما يُوصف بالإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. إلا أن تغطية الهيئة الأخيرة كشفت حجم المعاناة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون، متضمنة شهادات عن التعذيب، التجويع، والإهمال الطبي.

وفي المقابل، أظهرت التغطية الإعلامية أن الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم من قِبل حركة “حماس” يتمتعون عمومًا بحالة جسدية ونفسية جيدة، مع استثناءات محدودة تعود، بحسب تقارير، إلى حرمان إسرائيل قطاع غزة من الإمدادات الحيوية أثناء الحرب.

في مقابلة مع برنامج الأحد على قناة “بي بي سي”، أعرب هرتسوغ عن رفضه ما وصفه بـ”المعادلة الفاضحة” بين أوضاع الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين. وزعم أن “إسرائيل، كدولة ديمقراطية، تلتزم بسيادة القانون وتضمن حقوق السجناء”. كما ادّعى أن بعض الفلسطينيين المعتقلين فضّلوا البقاء في السجون الإسرائيلية على العودة إلى غزة.

من جانبها، حمّلت عائلات رهائن إسرائيليين في غزة، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسؤولية سوء الأوضاع الصحية لأسرى إسرائيليين، متهمة إياه باستغلال قضية مفاوضات تبادل الأسرى لصالح مصالحه السياسية، على حساب حياة أبنائهم.

صرّح هرتسوغ في المقابلة قائلاً: “ما تحاول بي بي سي تصويره من مقارنة بين أوضاع الأسرى غير منطقي ولا عادل، فإسرائيل تقدم الرعاية اللازمة لسجناءها، وهو أمر موثّق بالإشراف القضائي”.

في المقابل، تحدث أحد المحررين الفلسطينيين لوكالة محلية قائلاً: “تجربتنا داخل السجون الإسرائيلية كانت أقرب للجحيم… التعذيب كان ممنهجًا، وظروفنا غير إنسانية على الإطلاق”.

يُذكر أن إسرائيل تواصل احتجاز آلاف الأسرى الفلسطينيين في ظروف وُصفت بـ”اللانسانية” من قِبل مؤسسات حقوق الإنسان، في حين تُلقي المؤسسات الدولية الضوء على الجرائم المرتكبة خلال الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ حوالي 18 عامًا. الحرب المستمرة على القطاع أدت إلى مآسٍ إنسانية ومقتل أكثر من 160 ألف فلسطيني بين عامي 2023 و2025، ودفعت المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعدد من المسؤولين الإسرائيليين.