نائب تونسي يخاطب هيئات ومنظمات دولية يشكو استبداد قيس سعيد

قدّم النائب التونسي ماهر المذيوب خطابا لعدة مؤسسات دولية منها الأمم المتحدة يشكو فيه استبداد الرئيس التونس الحالي قيس سعيد، واستحضر المذيوب في خطابه بكل تقدير وحفاوة التفاعل الإيجابي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة مع مطالب الشعب التونسي. في العيش بكرامة ونضاله الملهم من أجل الحريات الأساسية وجوهر القيم الديمقراطية ودولة القانون.
وأعرب المذيوب في خطابه لتلك المؤسسات عن أسفه لما تعيشه تونس الآن من ضياع الحربة والكرامة الإنسانية، قائلا: ابتليت تونس منذ 25 يوليو/تموز 2021، بانقلاب قيس سعيد على دستور الجمهورية التونسية لعام 2014، هذا الرجل الذي بات يمثل تهديدًا مباشرًا للشعب التونسي العظيم، وخطرًا محدقًا بأمن واستقرار منطقة شمال إفريقيا، وإحياء مريعًا لأبشع مآلات عهد القائد الشعبوي القديم معمر القذافي.
وجاء نص الخطاب كالتالي:
منذ أكثر من 1100 يوم من انقلابه، دمر قيس سعيد، عن سابق إصرار وترصد، كافة مؤسسات الدولة التونسية، ومنذ الاستقلال وقيم الجمهورية الحديثة وآمال الشعب التونسي العظيم في الديمقراطية.
2- منذ أكثر من 1100 يوم من انقلابه، اعتقل قيس سعيد أكثر من 300 مواطنة ومواطن تونسي بسبب التعبير عن رأيهم الحر أو ممارسة نضالهم المدني. وساد الخوف والرعب في تونس، وأصبح الشعب التونسي في حالة سراح مؤقت.
3- لم يسبق لرئيس في تاريخ تونس أن نكّل بالمرأة التونسية كما فعل قيس سعيد، عبر التراجع الموارب عن مكتسباتها واعتقاله لثلة مناضلة ومشرفة من خيرة نساء تونس، من جميع الاتجاهات، بدون أي موجب قانوني أو رادع أخلاقي.
4- شوه قيس سعيد صورة تونس المنفتحة حضاريًا والمستقلة فكريًا، عبر إخفاقه في حراسة حدود البلاد التونسية، ثم التنكيل بالقادمين من خلف الصحراء، وتعامل غير إنساني مع هذه المأساة، حمايةً لمصالح داعميه، في استخفاف تام بالمصالح العليا للشعب التونسي وقيمه الإنسانية النبيلة، مما يهدد أمن واستقرار المنطقة على المدى المتوسط والبعيد.
5- أمعن قيس سعيد في تجويع الشعب التونسي العظيم، عبر رفضه التفاوض مع المؤسسات المالية الدولية، وحجبه للسلع الأساسية والمواد الغذائية، ورفضه الاستثمار في التنمية، مما جعل المؤسسات الحيوية، التعليمية، والصحية على حافة الانهيار، مع ترويجه للدعاية الشعبوية باتهام المعارضين بذلك.
وإذ يستحضر الشعب التونسي العظيم المآلات المؤسفة والقصص المظلمة لقائد شعبوي سابق، فإننا نناشد الضمير الإنساني، والواجب الأخلاقي لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، بفتح الكتاب الأسود لانتهاكات قيس سعيد الجسيمة ضد شعبه ونخبه السياسية، النقابية، والحقوقية، والنظر بتمعن في التداعيات الخطيرة لحكم الفرد الواحد، والتهديد المباشر لأمن واستقرار تونس، وعزلتها الدولية.