![](https://www.ghadnews.net/wp-content/uploads/2025/02/نت.jpg)
تشير الإحصائيات الحديثة إلى أن النساء يشكّلن نسبة ضئيلة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يُقدَّر أنهن يمثلن حوالي 22% فقط من القوى العاملة في هذا المجال على مستوى العالم.
هذا التمثيل المنخفض للنساء في مجال الذكاء الاصطناعي يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء ذلك. أحد العوامل المحتملة هو نقص الثقة بالنفس بين النساء عند التعامل مع التقنيات الحديثة. فقد أظهرت دراسة نُشرت على موقع “بي بي سي” أن النساء غالبًا ما يشعرن بالحاجة إلى تحقيق مستوى عالٍ من الكفاءة قبل الانخراط في مجال معين، بينما يميل الرجال إلى الانخراط بسرعة دون الحاجة إلى تلك الكفاءة العالية.
بالإضافة إلى ذلك، يُلاحظ أن نسبة النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) لا تزال منخفضة. ففي المملكة المتحدة، تشكّل النساء حوالي 24% فقط من العاملين في هذه المجالات. هذا النقص في التمثيل يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الثقة لدى النساء في استخدام التكنولوجيا، بما في ذلك أدوات الذكاء الاصطناعي.
من الجدير بالذكر أن هذا النقص في التمثيل لا يقتصر على المستوى الوظيفي فحسب، بل يمتد أيضًا إلى المناصب القيادية. فوفقًا لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، تشغل النساء أقل من 14% من المناصب التنفيذية العليا في مجال الذكاء الاصطناعي.
تُظهر هذه الأرقام الحاجة الملحّة إلى تعزيز مشاركة النساء في مجال الذكاء الاصطناعي. فالتنوع في الفرق العاملة يمكن أن يؤدي إلى تحسين جودة المنتجات والخدمات المقدمة. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أن الشركات التي تتمتع بتنوع متساوٍ بين الجنسين في مجالس إدارتها تحقق أداءً ماليًا أفضل بنسبة 10% في المتوسط مقارنةً بتلك التي لا تتمتع بهذا التنوع.
لمواجهة هذا التحدي، تم إطلاق العديد من المبادرات الهادفة إلى تمكين النساء في مجال الذكاء الاصطناعي. من بين هذه المبادرات، مبادرة “Elevate” التي تهدف إلى معالجة الفجوة بين الجنسين في هذا المجال وتمكين أكثر من 25 ألف امرأة في الأسواق الناشئة من الانضمام إلى مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي خلال السنوات الخمس المقبلة.
بالإضافة إلى ذلك، أُقيم منتدى “المرأة في التكنولوجيا” لعام 2024 لبحث دور المرأة في الذكاء الاصطناعي، حيث أظهر تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن النساء يشكّلن 26% فقط من الوظائف في مجالي البيانات والذكاء الاصطناعي في القوى العاملة.
وختاماً على الرغم من التقدم المحرز في زيادة مشاركة النساء في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن الفجوة بين الجنسين لا تزال قائمة. لذلك، من الضروري استمرار الجهود لتعزيز مشاركة النساء في هذا المجال، سواء من خلال التعليم أو التدريب أو المبادرات الداعمة، لضمان تحقيق تنوع أكبر ينعكس إيجابًا على تطور هذا المجال الحيوي.