مقالات ورأى

إسلام الغمري يكتب : لن نرحل.. ولن تسقط الراية!

مرة أخرى، يكشف الاحتلال وأعوانه عن وجههم القبيح، وهذه المرة على لسان ترامب، الذي يحاول فرض معادلات عبثية على شعبٍ لم تكسره المجازر ولا الحصار. بعد 15 شهرًا من الحرب الوحشية على غزة، حيث استخدم الاحتلال كل أدوات البطش من تجويع وإبادة وتدمير ممنهج، فشل في تحقيق أهدافه، وعجز عن كسر إرادة الفلسطينيين، فها هو الآن يلجأ إلى حيله القديمة الجديدة، ملوحًا بمشاريع التهجير والترحيل، وكأن الفلسطينيين يمكن أن يُساوَموا على وطنهم كما تُباع الصفقات في أسواق السياسة الرخيصة!

أي وقاحة هذه التي تجعل المحتل، الذي سرق الأرض وانتهك الحرمات، يطالب أصحاب الحق بالرحيل؟! أي منطق هذا الذي يريد طمس هوية شعب عريق، صمد وقاتل وقدم التضحيات جيلاً بعد جيل، ليأتي من يظن أنه قادر على اقتلاعه بجرة قلم أو بصفقة مشبوهة؟!

لكن، وكما فشلت كل المشاريع السابقة التي حاولت اجتثاث الفلسطينيين من أرضهم، سيفشل هذا المخطط أيضًا. فالشعب الفلسطيني لم يعد بحاجة لإثبات ثباته، فهو يعي جيدًا أن هذه الأرض ليست مجرد جغرافيا، بل هي عقيدة وكرامة وتاريخ. من غزة التي مرغت أنف الاحتلال في التراب، إلى الضفة الثائرة، والقدس الصامدة، والمقاومة التي أثبتت أنها معادلة يصعب كسرها، كل ذلك يؤكد أن هذا الشعب لن يرحل، بل الاحتلال هو الذي سيرحل، مهما طال الزمن.

رسالة القسام.. حضور قوي وتهديد مستمر

وفي الوقت الذي يتوهم فيه الاحتلال أنه حقق مكاسب من عدوانه، جاء الرد واضحًا من كتائب القسام، التي ظهرت في صفقات تبادل الأسرى بمشهد مهيب، منظم وقوي، يحمل دلالات أبعد من مجرد تسليم للأسرى. الرسالة واضحة: المقاومة لا تزال صامدة، تمتلك زمام المبادرة، وتتحكم في مسار المعركة سياسيًا وعسكريًا.

أما المشهد الأبلغ، فكان في صور الأسرى الإسرائيليين من داخل أنفاق المقاومة، رغم القصف العنيف الذي استهدف كل شيء في غزة، البشر والحجر. هذه الصور كانت رسالة تحدٍّ واضحة، تقول للاحتلال: حتى في أحلك الظروف وأشد الضغوط، لم تفلح آلة الحرب الإسرائيلية في كسر إرادة المقاومة، ولم تستطع المسّ بقدرتها على الاحتفاظ بأوراقها الرابحة.

ما لم يحققه الاحتلال بالنار والدمار، لن يحققه بالمفاوضات والصفقات المشبوهة. وكما أن غزة صمدت أمام العدوان، فالمقاومة أثبتت أنها أكثر تماسكًا مما يظن العدو، وأقدر على قلب الطاولة في اللحظة المناسبة. إنها معركة صبر وثبات، والشعب الفلسطيني أثبت مرارًا أنه الأقوى في هذا الميدان.

رسالة الفلسطينيين اليوم واضحة للعالم أجمع: نحن هنا باقون، في بيوتنا، في مخيماتنا، في حارات القدس العتيقة، في أزقة غزة الصامدة، في كل شبر من أرضنا. نحن من يصنع المعادلات، ونحن من يقلب الطاولة على مشاريعكم. فلتسقط كل الصفقات، ولتسقط كل المؤامرات، وليعلم العالم أن فلسطين ليست للبيع، وأهلها ليسوا بحاجة إلى إذن للبقاء في وطنهم!

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى