عربي ودولى

انسحاب الجيش الإسرائيلي يكشف حجم الدمار في محور نتساريم وسط قطاع غزة

انسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من “محور نتساريم” وسط قطاع غزة كشف عن الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية والمنازل والمنشآت الفلسطينية جراء العدوان الذي استمر لأكثر من 15 شهراً.

ورصدت عدسة الأناضول مشاهد الخراب في المناطق المجاورة مثل المغراقة، والنصيرات، وجحر الديك، وحي الزيتون، حيث بدت هذه المناطق مدمرة نتيجة القصف المكثف والتجريف الذي طال الأراضي الزراعية والممتلكات المدنية.

وأظهرت مقاطع الفيديو تدمير شبكات الكهرباء والمياه، بينما علت الصدمة وجوه الفلسطينيين العائدين إلى منازلهم التي تحولت إلى أنقاض.

دمار واسع للبنية التحتية والممتلكات المدنية

شملت الأضرار أيضاً شبكات الكهرباء والمياه، التي أصبحت غير قابلة للاستخدام، مما زاد من معاناة الفلسطينيين العائدين إلى ديارهم في تلك المناطق. لقد وجد السكان أنفسهم في مواجهة واقع جديد من التشريد، وسط صدمة لا يمكن وصفها وهي ترتسم على وجوههم بعد رؤية منازلهم وقد تحولت إلى حطام.

شهادات صادمة ومطالب بالعدالة

وقال أحد السكان من حي المغراقة يعقوب المصري: “عدت إلى منزلي بعد الانسحاب، ولم أجد سوى الأنقاض، لم أجد البيت الذي كنت أعيش فيه مع عائلتي. لقد دُمرت حياتنا بالكامل”.

وأعربت منظمات حقوقية وإنسانية عن قلقها البالغ من حجم الدمار، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته في تقديم المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار القطاع، بالإضافة إلى محاسبة الاحتلال الإسرائيلي عن هذه الانتهاكات الجسيمة.

كما بدت الشوارع مدمرة بالكامل، مع وجود حفريات كبيرة خلفها الجيش الإسرائيلي في محاولة منه لتغيير جغرافية المنطقة.

والأسبوع الماضي، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، خلال مؤتمر صحفي، إن القطاع أصبح “منطقة منكوبة إنسانيا، تنعدم فيها كافة مقومات الحياة وسبل العيش الآدمي، جراء الإبادة الإسرائيلية”.

وانسحبت الآليات العسكرية الإسرائيلية، الليلة الماضية، من محوّر نتساريم الذي أقامه الجيش الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية وسط غزة ويفصل شمالي القطاع عن جنوبه، بعد أكثر من عام وثلاثة أشهر على احتلاله.

وفصل الجيش الإسرائيلي محافظتي غزة والشمال عن محافظات الوسط والجنوب أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، وأجبر وقتها مليون فلسطيني على النزوح، تحت القصف والإبادة، إلى جنوب وادي غزة.

وانسحب الجيش الإسرائيلي من محور “نتساريم” من شارع الرشيد (البحر) غربا حتى شرق شارع صلاح الدين شرقا، يوم 27 يناير/ كانون الثاني الماضي؛ تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار؛ ما مكّن أكثر من نصف مليون نازح فلسطيني من العودة إلى شمال قطاع غزة.

وفي 27 يناير الماضي، بدأت عملية عودة الفلسطينيين إلى شمالي قطاع غزة سيرا على الأقدام عبر الطريق الساحلي وبالمركبات على طريق صلاح الدين، فيما تولت 3 شركات أمنية أمريكية ومصرية عملية تفتيش المركبات العائدة، وفق إعلام عبري.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

وفي 19 يناير الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى