آلاف يتظاهرون في بروكسل رفضًا للسياسات الأمريكية ودعمًا للقضية الفلسطينية

شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل، اليوم الأحد، تظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف من المتظاهرين، تعبيرًا عن رفضهم للطروحات والسياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، واستنكارًا للتصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، التي دعت إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا والاستيلاء على قطاع غزة لصالح الاحتلال الإسرائيلي.

تظاهرة حاشدة تندد بالمخططات التهويدية

انطلقت المسيرة من أمام وزارة العدل البلجيكية وسط العاصمة، حيث رفع المشاركون لافتات وشعارات منددة بالمخططات التوسعية والتهويدية التي تستهدف الضفة الغربية وغزة، مؤكدين أن ما يحدث يهدد بإعادة إنتاج نكبة جديدة بدعم أمريكي. وقد دعت مؤسسات بلجيكية وفلسطينية منظمة لهذا الحراك الشعبي إلى تصعيد الجهود لإنقاذ الحقوق الفلسطينية وإفشال مشاريع التهجير الممنهجة.

دعم أوروبي متزايد للقضية الفلسطينية

خلال التظاهرة، أكدت منسقة الحراك الشعبي في بروكسل، ليزا جونيورز، على أهمية إيصال رسالة واضحة إلى الشعب الأمريكي نفسه، قائلة: “إذا استمر الأمريكيون في الصمت على سياسات رئيسهم الحالية، فهم يضعون أنفسهم في موضع المتواطئين. الأموال التي يدفعونها كضرائب تُستخدم لدعم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته اليومية”. وأضافت أن مثل هذه السياسات تعيد إلى الأذهان دروس التاريخ التي يجب التوقف أمامها.

من جانبها، شددت إحدى المشاركات في التظاهرة على أن “ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان أمام مرأى العالم أمر غير مقبول”، مطالبة بتكثيف الجهود الدولية لحماية المدنيين في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية. وتابعت: “الفلسطينيون وحدهم من يحق لهم تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة على أرضهم”.

شعارات قوية ومطالبات بالعدالة الدولية

ردد المتظاهرون شعارات تطالب الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف حازم ضد السياسات الأمريكية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي. كما هتفوا دعمًا للمقاومة الفلسطينية التي رأوا فيها حامية للحقوق الفلسطينية والمدنيين العُزل في قطاع غزة. ووجه المشاركون انتقادات لاذعة لصمت المجتمع الدولي، مطالبين بتحقيق العدالة وتقديم قادة الاحتلال الإسرائيلي للمحاكم الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

كما دعا منظمو التظاهرة إلى تنسيق الجهود الدبلوماسية والسياسية والقانونية على الساحة الدولية لمحاسبة الاحتلال ووقف انتهاكاته المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني.

حراك دولي متواصل دعماً لفلسطين

تأتي هذه التظاهرة بعد تأكيد الاتحاد الأوروبي مؤخرًا أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية المنشودة، مما شكّل موقفًا معارضًا للتصريحات الأمريكية الأخيرة. الجدير بالذكر أن العواصم الأوروبية تشهد تظاهرات وفعاليات تضامنية متواصلة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث ينضم المتضامنون الأوروبيون إلى الجاليات العربية والإسلامية في موقف يعبر عن تنامي الوعي الدولي تجاه القضية الفلسطينية وكفاح الشعب الفلسطيني.