استأنفت محافظة القاهرة عمليات الهدم التي طالت مقابر القاهرة التاريخية، وخصوصًا منطقة الإمام الشافعي، بعد توقف استمر نحو ثلاثة أشهر نتيجة للغضب الشعبي. شهدت الفترة الأخيرة جهودًا مكثفة من بعض العائلات لوقف هذه القرارات، إلا أن المحاولات باءت بالفشل.
أعلنت أسرة محمود سامي البارودي، رئيس وزراء مصر الأسبق، عن هدم مقبرته التاريخية الواقعة بمنطقة الإمام الشافعي، وذلك على الرغم من محاولاتها المتواصلة لإنقاذ المقبرة التي يعود تاريخها إلى حوالي 200 عام. تعتبر هذه المقبرة من المعالم المهمة التي تضم بين جدرانها تاريخًا طويلًا يتعلق بالشخصيات المؤثرة في مصر.
تحدثت حفيدة محمود سامي البارودي، السيدة قمرية حسن مراد، مشيرة إلى أن جدها كان شخصية عامة وناضل من أجل مصر وشارك في الثورة العُرابية. أوضحت أن المقبرة ليست فقط مكانًا لدفن الموتى بل هي رمز تاريخي، لافتة إلى أن المقبرة تضم قطعًا من الرخام المزخرف بالذهب الذي تم استيراده خصيصًا من إيطاليا.
حاولت الأسرة بشتى الطرق وقف قرار الهدم، حيث تواصلت حفيدة البارودي مع عدة جهات، من بينها منظمة اليونسكو، لمحاولة إنقاذ هذا الموقع التاريخي. ولكن على الرغم من الجهود المستمرة على مدار عامين، لم تفلح هذه المساعي. قالت السيدة قمرية: “فوجئنا بقرار الإزالة رغم محاولاتنا المستميتة التي شملت التواصل مع مسؤولين ومحاولة إدخال اليونسكو في القضية”.
بعد إعلان الهدم، بدأت الأسرة بنقل رفات أجدادها إلى مقبرة جديدة، حيث قامت بشراء تربة أخرى لنقل الرفات، وأيضًا تم نقل القطع النحاسية والتركيبات الرخامية المزخرفة بالذهب. أشارت حفيدة البارودي إلى أن المساحة الجديدة للمقبرة التي انتقل إليها رفات الأسرة تبلغ فقط 60 مترًا مربعًا، مقارنة بمساحة المقبرة الأصلية التي كانت تصل إلى 900 متر مربع.
تجددت عمليات الهدم بعد إعلان الحكومة المصرية أواخر أكتوبر الماضي عن وقفها لفترة مؤقتة نتيجة للمطالبات الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة الحفاظ على المناطق التراثية. على الرغم من هذا القرار، عادت عمليات الهدم تدريجيًا في الآونة الأخيرة.
رئيس الوزراء مصطفى مدبولي كان قد أكد في وقت سابق أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بالمباني ذات القيمة التراثية والتاريخية، سواء كانت مسجلة كآثار أو غير ذلك. وأضاف أن هناك تكليفات فورية صدرت للوزارات المعنية بوقف أي عمليات هدم تمس المباني ذات القيمة التاريخية أو التراثية في المنطقة.
