غضب أوروبي واسع من تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة حول تهجير وطرد الفلسطينيين من قطاع غزة غضبًا واسعًا في عديد من العواصم الأوروبية، حيث جاءت ردود الأفعال الرافضة من قبل الحكومات الأوروبية، خاصة تلك التي تُعدّ حليفة قوية لإسرائيل، مؤكدة رفضها لهذا الاقتراح الخطير وغير المقبول.
تضامن أوروبي واسع ضد الاقتراح
في بيان موحد من عدد من الدول الأوروبية، عبّرت الحكومات عن استنكارها للإعلان الصادم الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أبدى رغبته في السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه قسرًا إلى الدول المجاورة، بما في ذلك كل من الأردن ومصر. وأوضحت عديد من المصادر الأوروبية أن مثل هذا الاقتراح يُعتبر انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
مواقف عالمية مُوحّدة
انضمت العواصم الأوروبية إلى المواقف العالمية الرافضة لهذا الإعلان، معتبرة أن مثل هذه القرارات غير المسؤولة تهدد الاستقرار الإقليمي وتزيد التوترات في الشرق الأوسط. وأكدت دول أوروبية عديدة على ضرورة احترام سيادة الدول المجاورة وحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة، مشيرة إلى أن الحل السلمي والمستدام لا يمكن أن يتحقق عبر القرارات الأحادية التي تتجاهل المعاناة الإنسانية لشعب محاصر.
تصريحات رسمية
وفي هذا السياق، قال متحدث باسم إحدى الحكومات الأوروبية: “لا يمكننا دعم أي مبادرات تقوض الحقوق الأساسية للشعوب، وتهدد السلام والاستقرار في المنطقة. تهجير السكان قسرًا يتنافى مع جميع القيم والمبادئ التي تؤمن بها أوروبا”.
كما شددت جهات دولية على أن مثل هذه الخطوات تُعد سابقة خطيرة وتتطلب تضافر الجهود الدولية للتصدي لمثل هذه التوجهات غير المسبوقة.
تصريحات ترامب أثارت موجة من ردود فعل سلبية فورية من وزراء خارجية دول التكتل الأوروبي.
وفي ألمانيا، قالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك ” إن الاقتراح بإخراج الفلسطينيين “غير مقبول” ويتعارض مع القانون الدولي، وذكرت بيربوك، في بيان: “هذا من شأنه أيضاً أن يؤدي إلى معاناة جديدة وكراهية جديدة”، مضيفةً أنّه “يجب ألا يكون هناك حلّ يتجاهل الفلسطينيين
وفي فرنسا، قالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية صوفي بريماس “نحن متمسكون بسياستنا لا تهجير للسكان، والبحث عن وقف مؤقت لإطلاق النار نحو عملية السلام وحل الدولتين.
وأكدت إن باريس “تعارض تماما تهجير السكان” واصفة اقتراح ترامب بأنه “خطير” على الاستقرار الإقليمي وعملية السلام، وأكدت في ختام مجلس أعمال الوزراء معارضة فرنسا الكاملة لترحيل الفلسطينيين.
وفي المملكة المتحدة، قال رئيس الوزراء كير ستارمر خلال جلسة برلمانية إنه “يجب السماح للفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم” لإعادة البناء”، وسوف نلعب دوراً في إعادة الاعمار، وعلى لندن أن تقف مع الفلسطينيين في تحقيق حل الدولتين.
فيما جاء توبيخ اسبانيا قوي كما هو متوقع، فلم تلق تصريحات ترامب استحساناً في إسبانيا، حيث أوضح وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس أن حكومته تعتبر أن “غزة هي أرض الفلسطينيين الغزاويين”.
وقال ألباريس في مؤتمر صحفي رسمي في مدريد اليوم”يجب أن يبقوا في غزة لأن غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تراهن عليها إسبانيا”.
وتعهدت إسبانيا، التي انضمت العام الماضي إلى النرويج وأيرلندا في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مما يرفع إجمالي عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى 146، بمواصلة إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
هذه التعليقات على تصريحات ترامب بشأن غزة، أثارت تشككاً عميقاً في العواصم الأوروبية، خاصة بعد تهديد الرئيس الأمريكي ترامب بعد بغزو جرينلاند والاستيلاء على قناة بنما، يريد الآن الاستيلاء على غزة وإجراء أعمال تجارية هناك..
من جهته قال المتابع للشؤون الأوروبية في بروكسل الحقوقي خليل شاهين في تصريحات لقدس برس إن ردود الفعل على مستوى الحكومات هي استنكار واضح لتصريحات ترامب حول دعوة سيطرة الولايات المتحدة على غزة وتهجير الفلسطينيين من القطاع لدول مجهولة حتى اللحظة.
ورأى شاهين أن عموم الدول الأوروبية وبريطانيا يدركون تماما أن الطرح “الترامبيي” هو سخيف بالدرجة الأولى، خصوصا أن ترامب النسخة الجديدة بدأ ولايته باستعداء للعالم كله بدأً من نرويج وجزيرة غرينلاند وضم كندا للولايات المتحدة واحتلال قناة بنما، وهجماته غير الطبيعية على المكسيك والمهاجرين الغير شرعيين القادمين من أمريكا اللاتينية.
وأوضح شاهين أن رد الفعل الطبيعي لليمين المسيحي المتحالف مع الصهيونية العالمية من اجل إعادة الاعتبار للولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها قائدة لهذا العالم في الوقت الذي تعيش في حاله انهيار اقتصادي خاصة مع صعود نجم منظمة بركس ممثلة بالصين وروسيا والهند وجنوب افريقيا والبرازيل وانضمام اندونيسيا وايران مؤخرا لها ، وهو ما يعني ثلثي العالم أصبح مناهضا للسياسة الأمريكية المنحازة للنزعة العسكرية والحروب والسيطرة على العالم.
ويروج رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، منذ 25 كانون الثاني يناير الماضي، لمخطط نقل فلسطينيي غزة الى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.