اتحاد الليبراليين العرب ينتقد تصريحات ترامب حول احتلال غزة: “عودة إلى عقلية الاستعمار”
بيان اتحاد الليبراليين العرب
بشأن تصريحات ترامب الخطيرة حول عزم الولايات المتحدة احتلال غزة
في مشهدٍ يعيد إلى الأذهان زمن الإمبراطوريات الاستعمارية البائدة، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليعلن، بوضوحٍ لا يقبل التأويل، أن الولايات المتحدة ستُسيطر على غزة، وستُعيد تشكيلها وفق رؤيته الخاصة، مُلغيًا في خطابه كل الاعتبارات القانونية والأخلاقية، بل والإنسانية.
لم تكن هذه التصريحات مجرد زلة لسان، ولا رأيًا عابرًا، بل هي إعلان نوايا صريح لحربٍ جديدة، ولجرائم ضد الإنسانية، تُضاف إلى سجلٍّ حافلٍ بالانتهاكات، لم يكن دعم واشنطن بعيدًا عن التورط فيها.
الحديث عن “إعادة الإعمار”، بينما القتل مستمر، والحصار خانق، والدمار ممنهج، ليس إلا غطاءً زائفًا لإعادة تدوير الاحتلال بوجهٍ جديد. غزة لا تحتاج إلى وصاية أمريكية، ولا إلى مشاريع إعمارٍ مغشوشة، بل تحتاج إلى رفع الحصار، وإنهاء آلة القتل والتدمير التي يرعاها ترامب وحلفاؤه.
هذه التصريحات ليست فقط خطأً سياسيًا، بل خرقٌ فاضحٌ للقانون الدولي، وتحدٍّ فجٌّ لكل الأعراف الإنسانية:
المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة (1949): تحظر “التهجير القسري الجماعي أو الفردي للسكان المدنيين من الأراضي المحتلة”.
المادة 7 من نظام روما الأساسي لـ المحكمة الجنائية الدولية: تُصنّف “التهجير القسري” كجريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
القرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة: يقر “حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وتعويضهم”، لا تهجيرهم أو فرض وصايةٍ جديدة عليهم.
إذا كان ترامب يتحدث عن غزة كما لو كانت عقارًا في مزاد، فليعلم أن هذه الأرض ليست للبيع، وأن شعبها ليس رُحَّلًا بلا هوية، بل هم أصحاب الأرض والتاريخ، ولا قوةً في العالم قادرةٌ على اقتلاعهم منها.
لكن إذا كان ترامب قد كشف عن نواياه بوضوح، فماذا عن الذين سيلتقونه خلال الأيام القادمة؟!
كيف سيجلس بعض القادة العرب أمامه، بعد أن أعلن عزمه على مسح غزة من الوجود؟!
أي موقفٍ سيحملونه، وأي كلماتٍ سيقولونها؟!
هل سيواجهونه بحقيقة أن الأمة التي ينتمون إليها لن تسمح بنكبةٍ جديدة، تُكتب هذه المرة بأيدٍ أمريكية؟!
إن أي لقاءٍ يُعقد مع ترامب دون موقفٍ واضح من هذه التصريحات ليس إلا شهادة استسلام، وأي صمتٍ إزاء هذا المشروع هو مشاركة غير مباشرة في الجريمة.
اتحاد الليبراليين العرب تحت التأسيس يؤكد رفضه القاطع لهذه التصريحات، ويدعو المجتمع الدولي إلى موقفٍ أكثر صرامة في مواجهة هذه النزعات الاستعمارية الجديدة، ويُطالب بتحركٍ دبلوماسي وقانوني عاجل لوقف هذه الانتهاكات بحق غزة وشعبها.
إن غزة لن تُطهَّر، بل ستطهّر نفسها من الاحتلال. لن تُمحى من الوجود، ولن تكون ورقةً في صفقةٍ سياسية، ولن تسقط في فخ الاحتلال والوصاية الجديدة.
اتحاد الليبراليين العرب تحت التأسيس
المنسق العام – وكيل المؤسسين:
د. أيمن نور
رئيس حزب غد الثورة الليبرالي المصري