الدكتور محمد البرادعي: نحتاج لإجراءات حاسمة بدلًا من طلب المساعدة الدولية
يتخذ رئيسا وزراء كندا والمكسيك خطوات جادة لمواجهة سياسة الرسوم التي فرضها ترامب على صادراتهم في الوقت الذي تقف فيه الصين في نفس الصف معهما لتتبع ذات الاستراتيجية دفاعًا عن مصالحها الاقتصادية
أما في العالم العربي فإننا نجد أنفسنا في موقف غريب متمثل في الاعتماد على طلب المساعدة الدولية بدلاً من اتخاذ تدابير حاسمة ومستقلة تؤمن مصالحنا وتحمي اقتصاداتنا
يصرح البرادعي في حديثه مؤكدًا أن التخاذل العربي أمام تحديات عالمية يتطلب إعادة نظر جذرية في كيفية إدارة المصالح العليا للدول العربية وضرورة التحرك بأنفسنا في مواجهة الأخطار الاقتصادية لا أن نركن إلى الاستنجاد بالعالم الذي قد تكون له مصالحه الخاصة في هذا الشأن
يسلط الضوء على التجربة الكندية والمكسيكية التي أظهرت عزمًا وجرأة في التعامل مع التحديات الاقتصادية التي فرضتها القرارات الأمريكية حيث يصف الخطوات التي اتخذتها هذه الدول بالخطوات المدروسة والتي تعكس إرادة قوية لحماية الأسواق المحلية ورؤوس الأموال أما الصين فإنها لم تكتفِ بالمراقبة بل اتخذت إجراءات مقابلة حاسمة تعكس قوتها الاقتصادية وحضورها البارز على الساحة الدولية
يتسائل البرادعي لماذا لا نتبع ذات النهج؟ لماذا نكتفي فقط بالتنديد والمطالبة بالدعم الدولي في حين أن لدينا من الموارد والقدرات ما يمكننا من اتخاذ خطوات حقيقية؟ يبدو أن الوقت قد حان لتغيير سياسة المواقف السلبية التي اتبعناها عقودًا طويلة فالمواقف العربية تحتاج إلى أن تكون أكثر صلابة وأقل تأثراً بتقلبات السياسة الدولية
ينبه البرادعي إلى أن التخاذل العربي في مواجهة التحديات الاقتصادية الكبرى أصبح يهدد استقرار المنطقة ويجعلها في موقع الضعف في المفاوضات الدولية مع القوى الكبرى التي لا تنظر إلينا إلا من خلال مصالحها الخاصة ولذا يجب أن نتحرك بسرعة ونكون قادرين على الدفاع عن حقوقنا ومصالحنا في كل محفل دولي
يوضح البرادعي أن وضعنا العربي يزداد صعوبة كل يوم في ظل تزايد التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية وفي الوقت الذي نجد فيه بعض الدول ترفع صوتها وتقف بصلابة فإننا نكتفي بمراقبة ما يحدث ونتساءل لماذا يظن الآخرون أننا لا نملك القدرة على إحداث الفارق
يختتم البرادعي حديثه محذرًا من أن المماطلة في اتخاذ القرارات المصيرية ستؤدي إلى عواقب وخيمة قد تكون أكثر فداحة مما نتصور إذا استمر الوضع على ما هو عليه مطالبًا الدول العربية باتخاذ الإجراءات اللازمة وتحقيق التحرك الجاد لمواجهة أي تهديدات اقتصادية أو سياسية
