تقاريرثقافة وفنون

فضائح فساد وتلاعب في فرع ثقافة الجيزة تحت إدارة لاميس الشرنوبي وكرم ربيع

تعيش الهيئة العامة لقصور الثقافة في مستنقع من الفساد، حيث تتراكم التجاوزات وتتصاعد الاتهامات بالتلاعب والمحسوبية على يد لاميس الشرنوبي ، رئيس الإدارة المركزية لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي.

تدير الشرنوبي الإقليم وكأنه عزبة خاصة بها، متجاهلة كافة القواعد والأنظمة، حيث تتوالى الفضائح المالية والإدارية دون أي رقابة أو محاسبة.

كرم ربيع

أكدت مصادر مطلعة أن فرع ثقافة الجيزة أصبح مرتعًا للفساد والتلاعب تحت إدارة كرم ربيع، الذي يستمر في إهدار الموارد وتزوير الحقائق بشكل صارخ.

أوضحت هذه المصادر أن الأنشطة الثقافية التي يديرها ربيع هي مجرد واجهة لتضليل القيادات في الهيئة العامة لقصور الثقافة، حيث يعتمد على تكليفات وهمية وتقارير مزورة لخلق انطباع زائف بوجود أنشطة نشطة ومزدهرة، في حين أن الواقع يعكس انعدامًا تامًا للتخطيط الثقافي وعدم كفاءة في إدارة العمل الثقافي بالفرع.

وأشار العاملون في فرع ثقافة الجيزة إلى أن كرم ربيع يعتمد على نشر صور وفعاليات مكررة في تقاريره الدورية، حيث يُعاد استخدام نفس الصور والأنشطة لعدة مرات لإظهار أن الفرع نشط وفعال.

هذه الممارسات لم تعد خافية على أحد داخل الهيئة، حيث يعي الجميع أن هذه الأرقام والأنشطة ملفقة بالكامل، ومع ذلك يتم التغاضي عنها من قبل القيادات المعنية، مما يطرح تساؤلات حول مدى تورط أطراف أخرى في هذه الفضيحة.

وأوضح أحد الموظفين المطلعين أن كرم ربيع يقوم بتكليف موظفين بأعمال غير ذات صلة بالأنشطة الثقافية، ويمنحهم بدلات مالية وبدلات راحة بلا مبرر.

وأكد أن هؤلاء الموظفين، الذين غالبًا ما يكونون مقربين من ربيع، لا يقومون بأي عمل حقيقي، بل يتم إخفاؤهم خلف تقارير وهمية وتصريحات فارغة، في حين يتحمل باقي الموظفين أعباء العمل الفعلي، مما يخلق بيئة عمل مشوهة وغير عادلة.

وشدد موظفون آخرون على أن المحسوبية والتلاعب وصل إلى حد منح مواقع ثقافية مراكز متقدمة في تقييمات النشاط الثقافي السنوية، بناءً على تقارير مزورة.

وأوضحوا أن مكتبات معينة حصلت على مراكز متقدمة في التقييمات رغم عدم وجود أنشطة فعلية تُذكر، وذلك فقط لإرضاء المقربين من ربيع.

هذه التقييمات المشبوهة أثارت موجة من الغضب والاستياء بين العاملين الذين رأوا أن جهودهم الحقيقية يتم تجاهلها لصالح تلك المواقع المدعومة زورًا.

وأشار بعض المصادر إلى أن الأنشطة التي يُفترض أن تستهدف الجمهور المستهدف، غالبًا ما تكون صورية وغير متناسبة مع احتياجاته.

على سبيل المثال، تم تقديم محاضرات حول “التأهب لسوق العمل” للأطفال الصغار، وهو أمر أثار سخرية الجميع، حيث لا تتناسب هذه الأنشطة مع أعمارهم أو اهتماماتهم، مما يعكس الفوضى الكاملة وغياب التخطيط في اختيار الموضوعات.

وأكدت المصادر أن ربيع لا يمتلك أي رؤية ثقافية واضحة أو استراتيجية لإدارة الفرع، بل يعتمد بالكامل على تعليمات لاميس الشرنوبي، رئيسة إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، التي تواجه هي الأخرى اتهامات بالتلاعب والفساد.

وأشارت إلى أن الشرنوبي توجه كرم ربيع لإدارة الفرع بأسلوب يخدم مصالحها الشخصية، مما يعكس تداخلًا مشبوهًا بين قيادات الهيئة واستغلالًا غير مشروع للنفوذ.

وأوضحت المصادر أن هذه الممارسات المشبوهة لم تتوقف عند حدود التلاعب بالأنشطة، بل تمتد إلى التلاعب في البدلات والتكليفات الوهمية.

وأكدت أن كرم ربيع يمنح بعض الموظفين المقربين تكليفات وهمية وبدلات إضافية لإبقاءهم بعيدًا عن العمل الفعلي، بينما يرهق الموظفين الآخرين بأعباء العمل اليومي دون مكافأة أو تقدير.

هذا الوضع أدى إلى حالة من التذمر والإحباط بين العاملين في الفرع، حيث يشعرون بأن جهودهم تُهدر لصالح الفاسدين والمقربين من الإدارة.

وأشار موظفون مطلعون إلى أن هناك حاجة ماسة لفتح تحقيق عاجل في تجاوزات فرع ثقافة الجيزة، حيث أصبحت ممارسات كرم ربيع مفضوحة بشكل لا يمكن السكوت عنه.

لاميس الشرنوبي

كما أكدوا أن القيادات في الهيئة العامة لقصور الثقافة، مطالبة بتقديم تفسير واضح حول صمتهم إزاء هذا الفساد، خاصة وأن الشكاوى تتزايد يومًا بعد يوم دون أن يتم اتخاذ أي إجراءات فعلية لوقف هذه المهزلة.

وأكدت المصادر أن لاميس الشرنوبي تهمل متابعة مشاكل الإقليم التي تقع ضمن نطاق مسؤولياتها، وتكتفي بتفريغ طاقتها في إدارة أنشطة لا قيمة لها، خاصة في مجال ثقافة الطفل، رغم وجود مدير عام مختص في هذا المجال، وهي الدكتورة جيهان حسن.

تتجاهل الشرنوبي تمامًا أهمية وضع خطط ثقافية فعلية تنعكس إيجابيًا على الجمهور والمجتمع، مما يترك المواقع الثقافية تعاني من الفوضى وعدم التنظيم.

وأشارت المصادر أن هناك توجيهات غير قانونية تُصدر من لاميس الشرنوبي، التي رغم إقالتها رسميًا من منصبها كرئيسة للإقليم في أكتوبر 2024، إلا أنها ما زالت تدير الأمور بشكل غير رسمي وتستغل نفوذها للاستمرار في التلاعب.

وشددت المصادر على أن الأنشطة الثقافية في فرع الجيزة تدهورت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، حيث أصبحت ضعيفة وبدون أي تأثير حقيقي على الجمهور.

هذا التراجع الثقافي يعكس فشل إدارة ربيع في تقديم محتوى ثقافي يستحق الاستثمار، خاصة في ظل الميزانيات الكبيرة التي تُهدر على مشاريع وأنشطة صورية لا تخدم أحدًا سوى مصالح الفاسدين.

وأكد العاملون داخل الفرع أن الوقت قد حان لتدخل عاجل من الجهات الرقابية، لوقف هذا الانحدار المستمر في جودة العمل الثقافي، وإعادة النظر في تكليفات كرم ربيع وكل من تورط في هذه الفضيحة.

وأوضحوا أن استمرار العمل بهذه الطريقة سيؤدي إلى تدمير كامل للأنشطة الثقافية في الجيزة ويهدد بفقدان الثقة من الجمهور والمجتمع في قدرة الهيئة العامة لقصور الثقافة على تقديم خدمات ثقافية تلبي احتياجات المواطنين.

وختمت المصادر بالإشارة إلى أن فضائح فرع ثقافة الجيزة لم تعد سرًا، وأن الصمت على هذه التجاوزات لا يمكن أن يستمر، داعية إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الفضيحة واتخاذ إجراءات عاجلة لضمان الشفافية والنزاهة في إدارة الأنشطة الثقافية بالفرع، قبل أن تتحول الأمور إلى كارثة ثقافية كاملة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى