فساد الهيئة العامة لقصور الثقافة ونهب أموال مشروع “أهل مصر” يكشف المستور
أكدت الوقائع المثبتة أن الفساد في الهيئة العامة لقصور الثقافة قد بلغ ذروته، حيث تكشفت خيوط مؤامرات عدة تتزعمها لاميس الشرنوبي، الشهيرة بـ “ماهيطاز”، التي ترأس الإدارة المركزية لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، والتي تعد رأس الأفعي المدبرة وراء العديد من المخالفات المالية والإدارية.
يبدو أن مشروع “أهل مصر” الذي من المفترض أن يعزز الوحدة الوطنية، تحول إلى وسيلة لنهب الأموال العامة تحت ستار العمل الثقافي، وهو ما يؤكد تفشي الفساد داخل أروقة هذه الهيئة.
أشار المطلعون على الوضع أن مشروع “أهل مصر” الذي تنظمه الإدارة العامة لثقافة الطفل ليس سوى واجهة خادعة لتمرير ملايين الجنيهات إلى جيوب المتورطين في هذه الشبكة المنظمة.
تتربع لاميس الشرنوبي على قمة هذا المخطط بفضل نفوذها القوي واحتكارها للقرارات، مستخدمة أساليب ملتوية لتوزيع الأموال بطرق غير مشروعة، مما يفضح الاستغلال السافر لموارد الدولة تحت شعار “تنمية الوعي الثقافي”.
أوضحت العديد من المصادر أن فعاليات الأسبوع الثقافي السادس والثلاثين لأطفال المحافظات الحدودية، الذي أقيم ضمن مشروع “أهل مصر” بقصر ثقافة روض الفرج، ليست سوى استعراض وهمي لا يعكس حقيقة ما يجري خلف الكواليس.
حيث يتم تضخيم عدد المشاركين وتقديم فواتير مزورة تتعلق بتكاليف الفعاليات والورش الفنية، مما يتيح للمسؤولين عن المشروع اختلاس أموال طائلة، فيما يظل الأطفال وأسرهم ضحايا لهذه المؤامرة الكبرى.
أكد الشهود أن محمد ناصف نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، الذي يترأس هذا المشروع، يلعب دوراً محورياً في تمرير هذه المخالفات.
فهو يشرف بشكل مباشر على عمليات نهب الأموال المخصصة للمشروع بالتواطؤ مع لاميس الشرنوبي، التي تتحكم بشكل كامل في القرارات التنفيذية.
هذه الأفعي التي تعرف بلقب “ماهيطاز“، استطاعت أن تنسج شبكة من المتواطئين معها داخل الهيئة لضمان استمرار هذه الممارسات دون رقابة أو محاسبة، مستفيدة من ضعف الأجهزة الرقابية وانعدام الشفافية في توزيع الموارد المالية.
أشار المطلعون إلى أن لاميس الشرنوبي، ومن خلال منصبها كرئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، قد أبرمت العديد من الصفقات المشبوهة التي تمكنت من خلالها من تحويل مبالغ ضخمة من ميزانية المشروع إلى جيوبها الخاصة.
وبدلاً من توجيه هذه الأموال إلى تنمية الوعي الثقافي ورعاية الأطفال في المحافظات الحدودية، تم استخدامها لتمويل نشاطات شخصية لا علاقة لها بالعمل الثقافي.
أوضحت تقارير من داخل الهيئة أن الأطفال الذين يُدّعى أنهم يستفيدون من هذه الفعاليات لا يتلقون في الواقع سوى القليل من العناية والرعاية.
يتم استغلالهم كأرقام في تقارير وهمية لزيادة الميزانية المخصصة للمشروع، فيما تذهب معظم الأموال إلى جيوب الفاسدين.
هذه الفعاليات التي تروج لها الهيئة تحت شعار “العدالة الثقافية” ليست سوى حيلة لجمع التبرعات والدعم الحكومي، بينما يبقى الأطفال ضحية لهذا الاستغلال السافر.
أكدت الوقائع أن ما يحدث خلال هذه الفعاليات المزعومة لا يعكس أبداً الأهداف النبيلة التي يُفترض أن يسعى إليها مشروع “أهل مصر”.
فالورش الثقافية والفنية التي يتم الترويج لها ليست سوى غطاء لتمرير الفواتير المزورة. تتضمن الأنشطة التي يدعي المسؤولون أنها تُقام لصالح الأطفال ورشاً مثل تعليم الكتابة المسرحية وفن الأراجوز وتحريك العرائس، ولكن الحقيقة أن معظم هذه الورش لا تُقام فعلياً أو يتم تضخيم تكاليفها بشكل مبالغ فيه.
أشار الشهود إلى أن الأطفال المشاركين في هذه الفعاليات يتم تكديسهم في أماكن ضيقة ولا يتم توفير الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية لهم، مما يثير الشكوك حول كيفية استخدام الأموال المخصصة لإقامتهم ومعيشتهم خلال هذه الفترة.
بدلاً من تعزيز الانتماء والوعي الثقافي، يتم استخدام هؤلاء الأطفال كأداة للتلاعب بالمخصصات المالية والاحتيال على الدولة.
أكدت المصادر أن لاميس الشرنوبي، المعروفة بأسلوبها القاسي في التعامل مع مرؤوسيها، تحكم قبضتها على المشروع وتوجه تعليماتها بشكل صارم لتنفيذ كل التفاصيل التي تضمن استمرار نهب الأموال.
وفي الوقت الذي تغرق فيه الهيئة في مستنقع الفساد، يستمر المسؤولون في ترويج الفعاليات والورش الفنية كأدوات ترويجية خادعة، بعيداً عن أي نية صادقة في تحقيق تنمية ثقافية حقيقية.
أشارت الأرقام إلى أن عدد الأطفال المشاركين في فعاليات مشروع “أهل مصر” مبالغ فيه بشكل متعمد، حيث يتم تضخيم العدد الفعلي لتحقيق مكاسب مالية إضافية.
يتم التلاعب في حسابات الضيافة والسفر والأنشطة، مما يتيح للمسؤولين عن المشروع اختلاس مبالغ ضخمة من المخصصات المالية. هذا الاستغلال المستمر لأموال الدولة تحت غطاء العمل الثقافي يستمر دون أي مساءلة أو محاسبة.
أكدت المصادر أن زيارات الأطفال إلى معالم القاهرة السياحية مثل قصر عابدين ومتحف الحضارة المصرية وأهرامات الجيزة ليست سوى استعراضات شكلية يتم توثيقها في تقارير وهمية،
بينما يتم التلاعب بتكاليف النقل والإقامة والزيارات لتحقيق مكاسب غير مشروعة. هذه الأنشطة التي يُفترض أن تكون وسيلة لتعزيز وعي الأطفال لا تعدو كونها وسيلة لسرقة الأموال العامة.
أوضحت الحقائق أن محمد ناصف ولاميس الشرنوبي يديران هذا المشروع وكأنه وسيلة شخصية لتحقيق مكاسب مالية، بعيداً عن أي هدف حقيقي لتعزيز الوعي الثقافي أو تنمية الأطفال في المحافظات الحدودية.
فالفساد الذي يحيط بمشروع “أهل مصر” لم يعد سراً، بل هو واقع مرير يثبت أن الهيئة العامة لقصور الثقافة قد تحولت إلى بؤرة لاستنزاف الأموال العامة تحت ستار العمل الثقافي.
وفي الوقت الذي تستمر فيه هذه الممارسات الفاسدة، يظل الأطفال وأسرهم يعانون من الإهمال والتهميش، بينما يجني المسؤولون عن المشروع أرباحاً غير مشروعة على حساب مستقبلهم