لوموند: المصريون مستعدون لإغاثة غزة لكنهم في حرج من تصريحات ترامب
قالت صحيفة لوموند الفرنسية إنه بعد وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل تتوافد مئات الشاحنات إلى معبر رفح لتسليم المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ونقلت الصحيفة في تقرير الذي أعده الصحفي إليوت براشيه عن أحمد السيد أحد سائقي الشاحنات قوله: قبل يومين حصلنا على الضوء الأخضر لإدخال المساعدات، لكن في اليوم التالي أعادنا الإسرائيليون دون سبب، وأخرجونا مجددًا بحجة أن شحنتنا تتجاوز الارتفاع المحدد.”
وأفادت الصحيفة في تقريرها بأن البوابة السوداء الضخمة لميناء رفح لا تزال مغلقة في الوقت الحالي أمام أي شخص يرغب في الدخول أو الخروج من القطاع الفلسطيني. فقط الشاحنات مسموح لها بعبور البوابة الكبيرة المجاورة لها.و لا تتجه هذه الشاحنات مباشرة إلى قطاع غزة، بل تسلك ممر فيلادلفيا نحو نقطة الحدود في كرم أبو سالم حيث يتم تفريغ البضائع، وتفتيشها من قبل السلطات الإسرائيلية، قبل السماح لها بالدخول إلى القطاع.
وتقول جولييت تومة مديرة الاتصال في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بحسب الصحيفة إن عدد شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع يوميا تصل إلى 600 شاحنة يوميا وهو أمر جيد، لكن سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً لتعويض الاحتياجات الضخمة الناتجة عن القيود المفروضة طيلة الأشهر الماضية.
وجاء نص التقرير كالآتي:
بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير، تتجه مئات الشاحنات إلى معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة لإيصال المساعدات الإنسانية. ولكن تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، التي تحدث فيها عن إمكانية استضافة مصر أعدادًا كبيرة من النازحين الفلسطينيين، وضعت القاهرة في موقف حرج، حيث رفضت السلطات المصرية هذه الفكرة بشكل قاطع.
تعقيدات في إيصال المساعدات
أمضى السائق المصري السيد أحمد سبعة أيام في انتظار دوره لعبور معبر رفح، مثل عشرات السائقين المصريين الذين يقودون شاحنات محملة بمواد غذائية، مثل الموز والبرتقال والجوافة، لمساعدة أهالي غزة. بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، يجب أن تدخل ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يوميًا إلى القطاع. لكن السائقين يواجهون عراقيل من السلطات الإسرائيلية، التي تضع قيودًا متغيرة تعطل عمليات التسليم، مثل رفض دخول بعض الشاحنات بحجة أن الحمولة تتجاوز الارتفاع المسموح به.
رقابة إسرائيلية مشددة على دخول المساعدات
رغم وصول المساعدات إلى معبر رفح، إلا أنها لا تتجه مباشرة إلى غزة. بدلاً من ذلك، تمر عبر “ممر فيلادلفيا” الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، ثم تصل إلى معبر كرم أبو سالم، حيث تقوم إسرائيل بإعادة تفريغ الحمولة وتفتيشها قبل السماح بنقلها إلى القطاع بشاحنات فلسطينية. هذا الإجراء يبطئ عملية الإغاثة ويزيد من معاناة المدنيين.
استعدادات مصرية لاستقبال الجرحى
تعمل مصر أيضًا على استقبال المصابين الفلسطينيين للعلاج، حيث من المفترض أن يتم نقل 200 جريح يوميًا عبر معبر رفح وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار. وقد أكد محافظ شمال سيناء، خالد مجاور، أن المستشفيات المصرية جاهزة لاستقبال الحالات الطارئة، مع إمكانية تحويل الحالات الصعبة إلى مستشفيات القاهرة.
أزمة سياسية بسبب تصريحات ترامب
تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إمكانية توطين الفلسطينيين في مصر والأردن أثارت جدلًا كبيرًا في القاهرة. سارع المسؤولون المصريون إلى رفض الفكرة تمامًا، وأصدرت وزارة الخارجية بيانًا رسميًا يؤكد أن “مصر لن تقبل أي انتهاك لحق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم”.
ترامب زعم في حديثه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر قد توافق على استقبال اللاجئين الفلسطينيين. ولكن القاهرة نفت بشدة هذه التصريحات وأكدت أن أي تهجير للفلسطينيين إلى سيناء يمثل “خطًا أحمر” لا يمكن تجاوزه، حيث تعتبره مصر تهديدًا لأمنها القومي ومحاولة “لتصفية القضية الفلسطينية”.
مصر ترفض نزوح الفلسطينيين وتؤكد دعمها لغزة.
تخشى مصر أن يؤدي نزوح الفلسطينيين إلى سيناء إلى تحويل المنطقة إلى ساحة صراع جديدة، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية. وفي محاولة لتوضيح موقفها، أعلنت الحكومة عن تنظيم مظاهرة أمام معبر رفح يوم الجمعة، تعبيرًا عن التضامن مع الفلسطينيين ورفضًا لأي محاولة لتهجيرهم قسرًا.
يقول السائق السيد أحمد، الذي ما زال ينتظر عند المعبر: “هؤلاء إخواننا، ولكن وطنهم هو غزة، وهم يريدون البقاء فيه. هل عاد اللاجئون الفلسطينيون في الأردن ولبنان وسوريا إلى ديارهم؟ لا. ترامب لا يستطيع أن يقرر مصيرهم وحده.”