تقاريرثقافة وفنون

قصور الثقافة في قلب مستنقع الفساد: “ماهيطاز” تواصل السيطرة وتدمير مشروع “أهل مصر”

أوضحت مصادر موثوقة داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة أن الفساد المستشري في الإدارة المركزية لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي أصبح حديث الساعة بين الموظفين والعاملين في القطاع الثقافي، حيث لا يزال يتزايد بشكل كارثي تحت إشراف لاميس الشرنوبي، القائم بأعمال رئيس الإقليم.

حيث تواصل لاميس الشرنوبي سيطرتها المطلقة على مقاليد الأمور داخل هذا الإقليم وكأنه ملكية خاصة لها أو عزبة خاصة لها، لا تهتم باللوائح أو القوانين بل تدير الأمور بما يخدم مصالحها الخاصة ومصالح المقربين منها، ما يجعل الوضع في الهيئة أسوأ مما كان عليه.

تتبع لاميس الشرنوبي أسلوب إدارة تدميريًّا يحوّل الأنشطة الثقافية إلى حفلات خاصة لمقربيها وأقاربها. لا تهتم الشرنوبي بأي نوع من الرقابة أو محاسبة مالية، بل تواصل استغلال الأموال المخصصة لثقافة مصر في تعزيز مصالحها الخاصة وخلق شبكة من المصالح الشخصية عبر مشروع “أهل مصر”.

أوضحت المصادر أن لاميس الشرنوبي، التي أصبحت تعرف في الأوساط الثقافية بلقب “ماهيطاز“، تستخدم منصبها بشكل مفضوح في توجيه مهام ثقافية لصالح أفراد عائلتها وأصدقائها المقربين، ولا علاقة لهم بالمجال الثقافي مع تجاهل تام للكفاءة أو التقييم الموضوعي.

أكد مصدر رفيع المستوي بالهيئة العامة لقصور الثقافة أن القائم بأعمال رئيس الإقليم تتحكم في كل شيء، حتى باتت تُدير الأنشطة الثقافية وكأنها حفلات عائلية أو نزهات لأقارب العاملين بها.

مع تأكيدهم على أنه في ظل غياب الرقابة الحقيقية أصبحت ميزانية مشروع “أهل مصر” المخصص لتنمية الثقافة والفن في الهيئة العامة لقصور الثقافة والتي تصل إلى 11 مليون جنيه سنويًا أداة لتوزيع المنافع على المقربين لـ “ماهيطاز“، فكانت أموال المشروع تُنفق بشكل غير قانوني وتتحول إلى مكافآت ودورات تدريبية مزيفة لأبناء وأقارب موظفي الهيئة.

أشار العديد من الموظفين إلى أن سيدة الإقليم، لاميس الشرنوبي، “ماهيطاز” تعمدت توظيف أقاربها في كل الأنشطة الثقافية التي كانت تُنظم ضمن هذا المشروع، وتخصيص وظائف تدريبية ووظائف لمصورين وموظفين في المشروع لمصلحة عائلتها.

يذكر البعض أن أحد أقاربها هو المدرب الذي يُخصص له الكثير من الأنشطة ويصرف له مكافآت ضخمة بالرغم من أنه لا يمتلك الكفاءة اللازمة. وبذلك تحول المشروع إلى مجرد وسيلة للترويج لمصالح شخصية على حساب الثقافة العامة والتنمية الحقيقية.

أضافت بعض المصادر الموثوقة أن موظفي الهيئة بدأوا يتحدثون عن التسهيلات التي تقدمها لاميس الشرنوبي لزوجة مدير عام الشباب والعمال لتصبح مدربة في المشروع، تتقاضى مكافآت غير مستحقة.

هذا التجاوز لم يكن ليحدث لولا تواطؤ لاميس الشرنوبي التي تعمل على إخفاء فسادها بتحويل الجميع إلى شركاء في هذا الفساد فلا يجرؤ أحد على التحدث أو تقديم شكاوى بحقها.

في ذات السياق، أكد العديد من العاملين في الهيئة أن لاميس الشرنوبي قامت بتوظيف أبناء بعض موظفي الهيئة، مثل ابنة داليا إبراهيم الدسوقي، الموظفة في قسم التفتيش، والتي تم إلحاقها بأحد أنشطة “أهل مصر” في شرم الشيخ للحصول على مكافآت غير مستحقة، بينما كانت عيون الرقابة تغض الطرف عن هذه التجاوزات الواضحة.

كما قامت لاميس بابتكار مهام لا وجود لها لـ أبنة الدسوقي، ووجهت لها مهام تفتيش وهمية لتتواجد في أماكن الأنشطة الثقافية، بل وزوَّرت حضورها لتتمكن من الحصول على مكافآت.

كما اشتكى بعض الموظفين من تقاضي البعض لمكافآت لا علاقة لها بعملهم، مثل داليا إبراهيم الدسوقي التي كانت تتقاضى مكافآت عن لجان لم تشارك فيها إطلاقًا.

بل الأكثر من ذلك أنها كانت تتقاضى بدل انتقال عن حضورها من محافظتها إلى الهيئة رغم أنها كانت غائبة عن العمل معظم الأيام.

أكد موظفو الهيئة أن الفساد في “أهل مصر” كان يمتد ليشمل موظفين آخرين مثل شيماء الطويل، مسئولة الإعلام في إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، التي كانت تدير المشروع وتُدخل أبنائها في الأنشطة الثقافية الخاصة بالمشروع كما لو كانت هذه الفعاليات مصممة فقط لهم وكأنها فعالية مفتوحة للعائلة.

أضافوا أن ابن طارق عاطف، مسئول الدفتر بالشؤون الإدارية، كان يشارك هو الآخر في فعاليات “أهل مصر“، رغم أنه لم يكن له أي دور حقيقي في هذه الأنشطة، مما يعكس درجة الاستهانة بالقوانين والانضباط.

وأكدت المصادر أن الوضع تفاقم في ظل غياب الرقابة من الجهات المعنية، حيث تقوم لاميس الشرنوبيماهيطاز” بممارسة صلاحياتها بشكل كامل، بالرغم من تعيينها كاستشاري للإدارة العامة لثقافة الطفل في أكتوبر 2024.

ورغم تعيينها في هذا المنصب، لم يُنفذ قرار نقلها من قبل محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، مجاملة لزوجها الصحفي إيهاب شام الذي يهدد الهيئة بفضح ملفات فساد قد تكون في حوزته إذا تم نقل زوجته إلى وظيفة أخرى بعيدًا عن إدارة إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي.

فهي لم تكتفِ بالخروج عن نطاق المسؤولية المحددة لها، بل ظلت تسيطر بشكل غير قانوني على إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي وتمسك بزمام الأمور متجاهلة أي محاولة لإيقافها أو محاسبتها.

وأكدت المصادر بأن الوضع داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة أصبح أشبه بالكارثة. مع استمرار تصرفات لاميس الشرنوبي، التي تمثل في حقيقتها رأس الأفعى في هذا المستنقع الفاسد، الذي ينهب أموال مشروع “أهل مصر”.

حيث أصبح مشروع “أهل مصر” الذي كان من المفترض أن يعزز الثقافة المصرية ويحقق التنمية الشاملة للشباب وأطفال مصر، مجرد مسرح لتمثيل المصالح الشخصية للعاملين في الهيئة وأقاربهم.

حيث لا تزال لاميس الشرنوبي “ماهيطاز” لها اليد الطولى في كل القرارات الهامة المتعلقة بالأنشطة والمشاريع داخل الإقليم. وهذا يجعل الوضع في الهيئة العامة لقصور الثقافة يتدهور أكثر فأكثر ويزيد من حدة الفساد المنتشر فيها.

لم تتوقف تجاوزات لاميس الشرنوبي عند هذا الحد، بل اتضح أيضًا أن هناك توجيهًا واضحًا من قبل القيادات العليا في الهيئة لحماية هذا الفساد.

في وقت كانت الهيئة بحاجة إلى إجراء رقابة صارمة، أشار البعض إلى أنه على الرغم من علم قيادات الهيئة بتفشي هذه الممارسات، فإنهم يظلون صامتين خوفًا من توجيه الاتهام لهم بالتواطؤ مع هذه التجاوزات.

أكدت المصادر أن الفساد في الهيئة العامة لقصور الثقافة وصل إلى مستويات غير مسبوقة، ولم يعد الأمر مقتصرًا على الأخطاء العفوية أو التجاوزات الصغيرة، بل أصبح منظومة متكاملة من المحاباة والفساد المالي والإداري، حيث يتم توزيع المنافع والمكافآت في شكل حصص على المقربين.

وبالرغم من أنه كان من المفترض أن يكون مشروع “أهل مصر” أداة حقيقية للنهوض بالثقافة المصرية، إلا أنه تحول إلى مجرد أداة لتمويل المصالح الشخصية داخل الهيئة.

وأوضحت المصادر أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، وأن ما يحدث في الهيئة من إهدار للمال العام وتحويل الأنشطة الثقافية إلى وسيلة للمكاسب الخاصة يضر بسمعة الهيئة ويهدد مصير العديد من المشاريع الثقافية المستقبلية.

وأكدوا أن الحل الوحيد لهذا الوضع هو التدخل الفوري من الجهات الرقابية، وعلى رأسها الرقابة الإدارية، للتحقيق في هذه الانتهاكات ووضع حد للفساد المستشري في الهيئة.

أشاروا إلى أنه رغم أن الهيئة كانت تهدف إلى تعزيز الثقافة والفنون في مصر، إلا أن الفساد الذي طال مشروع “أهل مصر” جعل من هذا الهدف ضربًا من المستحيل.

طالما استمرت مثل هذه الممارسات الفاسدة، فإن الهيئة ستظل بعيدة كل البعد عن تحقيق رسالتها الحقيقية في خدمة الثقافة المصرية والنهوض بالفنون.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى