حوارات وتحقيقاتفلسطين

الصحفية الفلسطينية صافنياز اللوح لـ”أخبار الغد”: أصعب لحظات حياتي كانت لحظة استشهاد شقيقي

في حديث خاص لـ”أخبار الغد”، استعرضت الصحفية الفلسطينية صافنياز اللوح تجربتها الشخصية والمهنية خلال تغطيتها للأحداث في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، مؤكدة أن الإعلام الغربي شهد تحولًا ملحوظًا في تغطيته للقضية الفلسطينية بفعل التأثير المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي والضغط الشعبي العالمي.

تغطية الإعلام الغربي.. نقلة نوعية في سردية القضية الفلسطينية

أوضحت اللوح أن التغطية الإعلامية الغربية للحرب الأخيرة في غزة اختلفت عن المرات السابقة، مشيرة إلى أن تضامن الشعوب العربية والجاليات الفلسطينية في الخارج كان له أثر كبير في تغيير سردية الإعلام الغربي.

وأضافت:
“لأول مرة، وجدنا صحفًا أوروبية عاجزة عن تبني الرواية الإسرائيلية كما كانت تفعل في السابق.

حتى الإعلام غير المتعاطف مع القضية الفلسطينية اضطر إلى نقل الاعتداءات التي جرت في المسجد الأقصى واستهداف المدنيين في غزة.”

وأشارت إلى أن قوة وسائل التواصل الاجتماعي دفعت مشاهير عالميين لتغيير مواقفهم، قائلة:
“رأينا كيف تحول بعض المشاهير الذين كانوا يدعمون الاحتلال سابقًا، إلى مناصرين للقضية الفلسطينية، وأصبحوا يستخدمون مصطلحات مثل ‘الفصل العنصري’ و’التطهير العرقي’ التي كانت تُعد محظورة في الإعلام الغربي سابقًا.”

الصحفي الفلسطيني بين التهديد والاستهداف المباشر

تحدثت اللوح عن المخاطر التي يواجهها الصحفيون الفلسطينيون خلال تغطية الأحداث، مؤكدة أن القمع الإسرائيلي يشمل الاعتقال والاعتداءات المباشرة والتضييق المستمر، قائلة:
“الاحتلال استهدف الأبراج التي تحوي مكاتب صحفية، واعتقل صحفيين مثل جيفارا البديري من حي الشيخ جراح، رغم ارتدائها سترة الصحافة.

شاهدتها بأم عيني وهم يعتدون عليها، ثم ادعوا لاحقًا أنهم لم يكونوا يعلمون أنها صحفية، وهو كذب واضح.”

وأضافت أن الصحفي الفلسطيني يُستهدف لأنه ينقل الحقيقة، لكن ذلك لن يمنعهم من مواصلة عملهم في توثيق الجرائم بحق الفلسطينيين.

رسالة للصحفيين الغربيين: ابحثوا عن الحقيقة

وجهت اللوح رسالة إلى الصحفيين في الغرب، قائلة:
“الأيام التي كانت الرواية الإسرائيلية فيها تُصدق دون مساءلة قد ولّت.

لا نتوقع منكم التضامن معنا فقط، بل نطالبكم بالبحث عن الحقيقة ونقلها.

من الواضح من هو المعتدي، ومن الذي يمارس القتل والاضطهاد.”

أصعب لحظات حياتها.. وداع شقيقها الشهيد

عندما سُئلت عن أصعب لحظة مرت بها، أجابت بتأثر شديد:
“أصعب لحظة كانت لحظة تشييع جثمان شقيقي الشهيد الصحفي أحمد اللوح، الذي استشهد جراء استهداف نقطة الدفاع المدني وسط قطاع غزة.”

الاحتلال والاتهامات بالإرهاب: قلبٌ للحقائق

ردّت اللوح على المحاولات الإسرائيلية لتصوير الفلسطينيين كإرهابيين، قائلة:
“لا يوجد في العالم احتلال يأتي إلى أرض مأهولة بالسكان، ثم يدّعي أنه يريدها فقط لشعب من عرق ودين معينين. هذا هو التطهير العرقي الحقيقي.

فلسطين كانت وطنًا للجميع قبل 1948، حيث عاش المسلمون والمسيحيون واليهود معًا بسلام، بعكس الرواية الإسرائيلية التي تحاول تشويه التاريخ.”

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الصحفيين الفلسطينيين سيواصلون نقل الحقيقة، رغم كل التحديات، حتى يصل صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم أجمع.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى