دعت رئيسة حزب الدستور جميلة إسماعيل إلى إطلاق حملة للاكتتاب الشعبي تهدف إلى إنشاء تمثال أو نصب تذكاري بديل عن تمثال ديلسبس، يعبر عن نضال وتضحيات الشعب المصري في مدن القناة.
جاء ذلك خلال مشاركتها في ندوة بعنوان “ديليسبس والهوية” التي نظمتها لجنة الحريات في النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر. وأكدت إسماعيل أن هذا المشروع ينبغي أن يكون من تصميم فنانين مصريين ليعكس إرادة الشعب وتاريخ كفاحه.
أكدت إسماعيل في كلمتها على أهمية احترام تاريخ الشعب المصري واختياراته، مشيرة إلى أن تمثال ديلسبس الذي تم تحطيمه في بورسعيد في 24 ديسمبر 1956 كان يمثل رمزًا للاستعمار الفرنسي، وكان من الضروري التخلص من هذه الرمزية. واعتبرت أن تمثال ديلسبس ليس إلا شاهدًا على فترة الهيمنة الأجنبية التي عانت منها مصر، وأنه لا يعكس إرادة المصريين.
أوضحت إسماعيل أن تمثال ديلسبس قد تم تحطيمه من قبل أهالي بورسعيد وفدائييها تعبيرًا عن رفضهم للعدوان الثلاثي، معتبرة أن لحظة إسقاطه كانت لحظة تاريخية تبرهن على أن الشعب المصري قادر على التحرر من إرث الاستعمار.
وأضافت أن الأصوات التي تدعو لعودة التمثال مرة أخرى وسط المجتمع المصري تستهين بتاريخ كفاح الشعب المصري وتغفل تضحياتهم في سبيل الوطن.
أشار المشاركون في الندوة إلى أن إعادة نصب التمثال سيؤدي إلى إثارة مشاعر الناس في مدن القناة، وسيشعل فتنة مجتمعية جديدة.
ولفتت إسماعيل إلى أن نصب التمثال مجددًا سيتطلب توفير خدمة دائمة لحراسته، مما سيزيد من الأعباء الاجتماعية والمالية دون أن يحقق أي قيمة تاريخية.
أعربت إسماعيل عن استغرابها من بعض الأصوات التي تصر على إعادة التمثال رغم رفض المجتمع المحلي لذلك، داعية إلى احترام إرادة أبناء مدن القناة الذين يرفضون أي تواجد لهذا التمثال الذي يمثل جزءًا من تاريخ الاستعمار.
وأضافت أنه لا يوجد أي شعب يحتفل بغزاته، لذلك يجب أن يكون التمثال في مكانه الصحيح داخل المتحف، حيث يمكن للأجيال القادمة التعرف عليه ضمن سياقه التاريخي.
أعادت إسماعيل التأكيد على ضرورة تشييد تمثال أو نصب تذكاري يعبر عن كفاح الشعب المصري، خاصة في مدن القناة. واقترحت إطلاق حملة شعبية للاكتتاب من أجل تنفيذ هذا المشروع الذي ينبغي أن يعكس إرادة المصريين.
في ختام حديثها، شددت جميلة إسماعيل على أهمية الحفاظ على تراث شهداء بورسعيد وتاريخهم المجيد في مقاومة المحتلين، مؤكدة أن العودة إلى تمثال ديلسبس لن تحقق أي فائدة وأنه يجب العمل على إنشاء نصب تذكاري يعبر عن هوية الشعب المصري وتضحياته.