فضائح عم شكشك وعبدة مشتاق: فساد مالي وإداري يلتهم ثقافة المنيا بالكامل

في مشهد جديد من مشاهد الفساد الذي يضرب جنبات الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتحديدا في إقليم وسط الصعيد الثقافي وفرع ثقافة المنيا، لا يمكننا إلا أن نرصد الأيادي الخفية التي تسعى إلى تلميع بعض الشخصيات الفاسدة وتغطية عيوبهم المالية والإدارية.
فاليوم، يأتي دور عم شكشك، الاسم الذي بات يتردد كثيرًا داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة، والمعروف بأنه محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، الذي يعمل بكل جهد على دعم وتلميع رحاب توفيق، مدير عام فرع ثقافة المنيا، تلك المديرة الشهيرة بين موظفي الهيئة العامة لقصور الثقافة بلقب “مجانص”.
فرغم كل ما نشر عنها في موقع “أخبار الغد” من تجاوزات وانحرافات، إلا أن محمد ناصف لم يتوانَ في تزكية طلب رحاب محمد توفيق لدي الدكتور احمد هنو وزير الثقافة لكي يصدر قرار تجديد تعيينها في منصب مدير عام فرع ثقافة المنيا، مخالفًا رغبة الموظفين الذين طالبوا بإقالتها أكثر من مرة بسبب خروجها عن مقتضيات الواجب الوظيفي ولجوئها إلى الاستقواء بالأجهزة الأمنية.
فقد شهدت محافظة المنيا تلاعبًا واضحًا في تنظيم الملتقى الأول للمبدع الصغير، حيث تم استغلال الحدث كوسيلة لتلميع شخصيات فاسدة والتغطية على فساد الهيئة العامة لقصور الثقافة
على الرغم من صرف آلاف الجنيهات على الحفل، بما في ذلك تكاليف السفر والإقامة والجوائز، إلا أن المستفيد الحقيقي من هذه الأموال كان بعيدًا تمامًا عن الهدف الأساسي للملتقى، بينما لم يتم دعم أو تسليط الضوء على المبدعين الصغار الذين كان يفترض أن يكونوا محور هذا الحدث.
فقد أشرف محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، المعروف بين موظفي الهيئة بلقب “عم شكشك”، على هذه المسرحية الفاسدة التي لم تهدف إلا لإبراز رحاب توفيق، مدير عام فرع ثقافة المنيا، رغم كل الانتقادات والشكاوى الموجهة ضدها فقد أصر ناصف على تجديد تعيينها، في خطوة تكشف بوضوح حجم الفساد والمحسوبية.
قام محمد ناصف بتلميع صورة رحاب توفيق في عيون المسؤولين، رغم تورطها في استغلال نفوذها والتحكم في القرارات الإدارية بطريقة غير قانونية، وتمادى في حماية سمعتها حتى أمام وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو.
لم يكن هذا التجديد سوى رد جميل شخصي، حيث كانت رحاب توفيق قد ساعدت في إنقاذ سمعة ناصف أثناء إلغاء مؤتمر أدباء مصر في الإسماعيلية، الذي تم نقله إلى المنيا.
أدار محمد صابر، مدير عام المواهب، والمعروف بين موظفي الهيئة بلقب “حسان حرامي الوزة”، ملف الفساد من خلال إدارة المواهب.
لم يكن صابر سوى مدير حاضر غائب، حيث كان لا يحضر إلى الإدارة سوى يوم واحد في الأسبوع، في توقيت متأخر جدًا، مما سمح له بالتلاعب الكامل في اختيار الموهوبين المرشحين للمشاركة في الملتقى.
تحكم في القرارات بشكل مباشر، دون مراعاة التسلسل الإداري أو المعايير الموضوعية، متجاوزًا كافة القوانين.
أدار محمد صابر عملية اختيار المواهب بطريقة مليئة بالفساد والمحسوبية، حيث فرض أسماء محددة على المخرجين، متخطيًا حتى سلطة إقليم وسط الصعيد الثقافي وفرع ثقافة المنيا.
ولم يترك الفرصة لأي مشاركة حقيقية للمواهب الناشئة، بل كانت الترشيحات تتم بناءً على علاقاته الشخصية وأهوائه.
استبعد صابر عن عمد مناطق مثل الوادي الجديد، بزعم وجود مسابقات أخرى للمناطق الحدودية، وهو أمر مريب ويفتح الباب للتساؤلات حول دوافع هذا الاستبعاد.
ما يثير الشكوك أكثر هو سيطرة صابر المطلقة على قرارات اختيار المرشحين للمسابقات والمواهب، حيث يتم تجاوز التسلسل الطبيعي في اتخاذ القرارات، ويُمنح أصدقاؤه المخرجين صلاحية اختيار المواهب وفقًا للمصالح الخاصة، لا الخبرة والكفاءة.
لم تكن رحاب توفيق بعيدة عن هذا الفساد، حيث وافقت على هذه الترشيحات المشبوهة، مما يوضح أنها تدير فرع ثقافة المنيا بنفس الآلية الفاسدة التي تعتمد على المحسوبية والمصالح الشخصية.
كل من لم يرضخ لهذه الشبكة الفاسدة أصبح ضحية للاتهامات الباطلة أو تعرض للضغط من الجهات التي تحمي هذه الشخصيات المتورطة.
ظهر مسعود شومان، المعروف بين موظفي الهيئة بلقب “عبده مشتاق”، كنموذج آخر للفساد الإداري. فقد تم تعيينه في مناصب متعددة داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة، على الرغم من عدم كفاءته وتاريخه المليء بالشكاوى.
شغل شومان منصب رئيس الإدارة المركزية للتدريب، قبل أن يتم إلغاء تعيينه بحكم قضائي، ثم أُعيد مرة أخرى لمنصب كبير أخصائيين بدرجة مدير عام، في انتهاك واضح للقوانين.
شارك هؤلاء الفاسدون في تنظيم الملتقى، مستخدمين هذه الفعالية كوسيلة لتلميع أنفسهم أمام المسؤولين وإخفاء حجم الفساد الذي يغرق فيه قطاع الثقافة في المنيا.
حاولوا إظهار أنفسهم كحماة الثقافة والمواهب، بينما الحقيقة أن هذا الحدث لم يكن سوى واجهة زائفة للتستر على فسادهم المالي والإداري.
قام اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، بالمشاركة في هذه الفعالية، التي بدت وكأنها مجرد غطاء لتمرير هذه الأجندات الفاسدة، بينما لم تُقدَّم أي حلول جذرية لدعم الموهوبين الحقيقيين في المحافظة.
ركز الحدث على التلميع الإعلامي والشخصي للمسؤولين دون أن يتم تقديم شيء حقيقي يستحق الذكر في مجال تنمية المواهب.
استغل رحاب توفيق وعصبتها من الفاسدين هذا الملتقى لتكريس مصالحهم الشخصية، متجاهلين مطالب موظفي فرع ثقافة المنيا بإقالتها، بعد أن تمادت في استغلال منصبها واستقوت بالأجهزة الأمنية لحماية مصالحها.
رغم كل الأدلة التي نشرت ضدها، أصر محمد ناصف على حمايتها وتقديم الدعم لها، مما يثبت وجود شبكة قوية من الفساد والمحسوبية تربط بين هؤلاء المسؤولين.
استمر هؤلاء المسؤولون في التلاعب بمقدرات الثقافة في محافظة المنيا، ولم يتوانوا عن تزييف الحقائق والتلاعب بالتاريخ الثقافي للمحافظة، ليظهروا وكأنهم يخدمون المصلحة العامة، بينما الحقيقة أنهم يستغلون مواقعهم لتحقيق مكاسب شخصية، متجاهلين كافة القوانين والأخلاقيات.
أثبتت فعاليات هذا الملتقى أن الفساد داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تم تحويل هذا الحدث إلى مجرد أداة لتلميع الأسماء وتثبيت الفاسدين في مناصبهم.
كل ما شهده الملتقى من فعاليات كان مجرد تغطية على الانتهاكات الإدارية والمالية التي ترتكب يوميًا في فرع ثقافة المنيا.
أما رحاب توفيق، فهي لم تكن سوى جزء من منظومة فساد أكبر تدير قطاع الثقافة في المنيا، حيث تستخدم نفوذها وعلاقاتها داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة لحماية نفسها من المساءلة القانونية.
لا يمكن النظر إلى هذه الفعالية سوى على أنها محاولة فاشلة لتغطية فساد هؤلاء المسؤولين، حيث تم تحويل المنيا إلى عزبة خاصة بها وبشبكتها من الفاسدين.
لم يكن هذا الملتقى سوى تكرار لسيناريوهات سابقة، حيث تم استخدام الفعاليات الثقافية كأداة لتثبيت الفاسدين في مناصبهم، بعيدًا عن أي رقابة حقيقية أو محاسبة على الجرائم التي ترتكب بحق الموهوبين والمثقفين في محافظة المنيا.
كل هذه الشخصيات الفاسدة التي تتحكم في مفاصل الهيئة العامة لقصور الثقافة تقف حجرة عثرة أمام اكتشاف وتطوير المواهب الحقيقية، وتعمل على تدمير مستقبل الثقافة في مصر.
هؤلاء لا يمكنهم تقديم شيء سوى الخراب والتدمير. أما الأرقام الواردة في هذه الملفات فهي تشير بوضوح إلى حجم الفساد الذي يسود كل جوانب هذه المنظومة، ابتداءً من القرارات الإدارية المشبوهة، مرورًا بالترشيحات الفاسدة، وصولًا إلى التجاوزات المالية التي تتم في الخفاء.
وبالرغم من أن هذه الفضيحة باتت حديث الساعة في الأوساط الثقافية، إلا أن هناك من يواصلون الصمت، في حين أن الهيئة العامة لقصور الثقافة تغرق يومًا بعد يوم في مستنقع الفساد. أما رحاب توفيق فهي مستمرة في إدارة فرع ثقافة المنيا وكأن شيئًا لم يكن، وبمباركة من عم شكشك الذي يواصل دعمه لها رغم كل الاعتراضات.
هذا هو حال الهيئة العامة لقصور الثقافة، مليئة بالفساد المالي والإداري، يسيطر عليها مجموعة من الفاسدين الذين يتلاعبون بمصير الثقافة والمواهب في مصر.