أعلنت وكالة المخابرات المركزية الأميركية يوم السبت أن تقييمها الحالي يشير إلى أن جائحة كوفيد-19 قد تكون نشأت في مختبر صيني، مستبعدة الأصل الطبيعي في الوقت الراهن.
أكدت الوكالة على استمرارية احتمال السيناريوهين، المختبري والطبيعي، ولم تستبعد أي منهما بشكل نهائي، مشيرة إلى أن الأدلة المتوفرة حتى الآن تظل غير كافية لتأكيد أصل الجائحة.
شرعت الوكالة في تحليل معمق للأدلة المتاحة بناءً على طلب مديرها السابق وليام بيرنز، الذي وجه المحللين والعلماء داخل الوكالة لتحديد موقف أكثر وضوحاً بشأن أصل الجائحة.
أوضح بيرنز أهمية اتخاذ قرار حاسم في هذا الشأن نظراً لتأثير الجائحة التاريخي. أدى هذا الجهد إلى إصدار تقرير رفعت عنه السرية ونشر بناءً على أوامر جون راتكليف، المدير السابق للوكالة في عهد الرئيس ترامب.
أوضحت الوكالة أن التقييم الأخير الذي خلصت إليه ليس نتيجة معلومات استخبارية جديدة، بل جاء بعد جهود تحليلية مكثفة للأدلة المتاحة. على الرغم من أن التقرير يميل إلى ترجيح السيناريو المختبري، إلا أن الوكالة أكدت أن الثقة في هذا التقييم لا تزال منخفضة بسبب غياب الأدلة الدامغة. تابعت الوكالة أنها ستستمر في متابعة أي معلومات استخبارية جديدة قد تكون متاحة مستقبلاً لتحديث تقييمها بشكل أدق.
اعتمد التقرير الجديد على التحليلات القائمة لكنه لم يستند إلى أي معلومات جديدة يمكن أن تكون قد أضافت بعداً آخر للتقييم. أشار المسؤولون الأميركيون إلى أن قرار إصدار التقرير كان نتيجة الضغط المستمر من الحكومة الأميركية للحصول على تقييم نهائي حول أصل كوفيد-19.
سعت الوكالة في بيانها إلى توضيح أن الاحتمالين -الطبيعي والمختبري- لا يزالان مطروحين على الطاولة، وأن تحديد أصل الجائحة بشكل قطعي لا يزال بعيد المنال. لفتت إلى أن الأدلة المستخدمة في هذا التقييم قد تكون متناقضة أو غير كاملة، مما يجعل من الصعب الوصول إلى استنتاج نهائي حول ما إذا كان الفيروس قد تسرب من مختبر أو نشأ في الطبيعة.
أضافت الوكالة في بيانها أن النقاشات حول أصل كوفيد-19 ظلت مستمرة على مدار السنوات الماضية دون القدرة على الوصول إلى نتيجة قاطعة، مشيرة إلى أن السبب يعود إلى تعقيد الأدلة المتوفرة.
رفضت الحكومة الصينية الاتهامات التي تشير إلى احتمالية تسرب الفيروس من أحد مختبراتها. وذكرت أن هذه الاتهامات تفتقر إلى المصداقية. من جهتها،
أكدت السفارة الصينية في واشنطن على التزام الصين بالمشاركة في التحقيقات والأبحاث لتحديد أصل الفيروس، لكنها انتقدت محاولات الولايات المتحدة لتسييس القضية من خلال وكالاتها الاستخباراتية.
لم ترد السفارة الصينية بعد على التقرير الأخير لوكالة المخابرات المركزية، إلا أن موقفها ظل ثابتاً في نفي الادعاءات المتكررة بشأن تسرب الفيروس من مختبر صيني، وتأكيدها على تعاونها الكامل في الجهود الدولية للكشف عن أصل الجائحة.