بينما كنا نحتفل – في قلوبنا – أو نأسى على ضياع حلمنا في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ، كنا نشاهد عبر القنوات الفضائية وأهمها الجزيرة مظاهرات الشعب الفلسطيني في ميدان فلسطين بغزة وهم يتجمعون ليشاركوا تسليم المقاومة الفلسطينية للأسيرات الصهيونيات للصليب الأحمر
وكي لا يتربص ينا المتربصون ويستنكرون تشبيه ثورة يناير في مصر بثورة المقاومة في فلسطين, فنبادر بالقول: المقارنة في توق الشعب المصري للانعتاق من الديكتاتورية فهي – وإن كانت وطنية – إلا أنها حولت الشعب المصري – وما زالت – لعبيد لا يملكون قرارهم, ولا يشاركون في تحديد مستقبل وطنهم ولا اختيار من يحكم, ولا يجدون ما يسد رمق أولادهم’ بينما يستمتع طبالوا النتظام بالمليارات
وهذا هو وجه الشبه : الثورة للانتعتاق من الظلم والقهر والجوع وإهدار الكرامة
عندما كنا ننظر لميدان فلسطين بغزة يوم 25 يتناير 2025 بنظامه ونظافته وتكاتف الشعب الفلسطيني وأناشيده الفلسطينية. والترتيبات التي لا تستطيع أن تقوم بها دولة من الدول العتيقة والغنية , لا حركة مقاومة كانت تحت الحصار الكامل لمدة عقدين من تلزمان, وتحت القصف والتدمير والموت لـ 15 شهرًا
كان ميدان التحرير في 25 يناير وما بعده مثالًا للنظافة والنظام والترتيب’ وكأن الشباب من الثوار يعملون كشركة كبرى ومحترفة متخصصة في تنظيم الفعاليات الكبيرة
عندما تشاهد الأسيرات الصهيونيات الخارجات من أسر المقاومة الفلسطينية والأسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الكيان الصهيوني تدرك فورًا الفرق بين التحضر والهمجية’ بين الانسانية والوحشية , بين من يتمسك بقواعد دينه في معاملة الأسرى – سواء أكنت مؤمنًا بهذا الدين أم لا – وبين من يقيم دولة دينية تتخذ من أسم نبي اسما لها ولكنها تسيء لأي دين بأفعالها وهمجيتها.
كانت ثورة 25 يناير بمصر مثالًا عمليًا على أن الشعب المصري يستطيع, وكان طوفان الأقصى من 7 أكتوبر حتى 25 يناير 2025 مثالًا عمليًا على أن الشعب الفلسطيني يستطيع ’ فهو شعب مقاوم يخطط ويتدرب وينفذ وينتصر وبمعدات مصنعة محليًا يقاوم أعتى الجيوش ويخدع كل مخابرات العالم تقريبًا , فقد حققت المقاومة كل أهدافها من 7 أكتوبر’ ومنعت الصهاينة من تحقيق أي هدف ’ إلا اذا كان قتل الأطفال والنساء والمدنيين هدفًا!
في 25 يناير عندما تشاهد ملايين المصريين في الميادين تشعر بالفخر’ ولا يشغلك الثمن كثيرًا فكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي :
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
تنديدًا بالعدوان الفرنسي على دمشق عام 1926 فيما سمي بنكبة دمشق’ ليعيد الشهيد البطل يحيى السنوار ترديدها وهو يقاوم الصهاينة في أيامه الأخيرة
وعندما تشاهد تنظيم المقاومة ليوم تسليم الأسيرات تشعر بنفس الفخر
كل ذي عقل يثق في أن الشعب الفلسطيني سينتصر وسيزول الاحتلال تماما ً – مهما حاول الظهور كقوي ومهما استخدم من أدوات القوة – كما سينتصر الشعب المصري وسيحصل على حريته وستزول الديكتاتورية, مهما ظنت أو ظن البعض أنها قوية