عربي ودولى

عودة الفوضى الأمنية في سوريا: هل هي حالات فردية أم بوادر انهيار شامل؟

تتزايد حالات العنف والاعتقالات في مختلف المدن السورية، مما يثير تساؤلات عميقة حول الأمان والاستقرار. حسب تصريح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، فإن المجتمع السوري يواجه عودة مظاهر الفوضى التي شهدها خلال عهد بشار الأسد، حيث تتكرر الجرائم بصورة مروعة تحت ستار “الأخطاء الفردية”.

تشير التقارير إلى أن الفصائل المسلحة في عدة مدن، تقوم بعمليات تصفية تهدف لاستهداف شخصيات عسكرية سابقة أو أفراد يتهمون بدعم النظام السابق. وقد وثق المرصد السوري مقتل 189 شخصاً على الأقل منذ بداية العام، فيما أعدم مسلحون 15 شخصاً في ريف حمص الغربي الجمعة الماضية.

وفيما يتعلق بحالات الاختطاف، تم تسجيل العديد من الحوادث التي استهدفت شخصيات بارزة مثل الأكاديميين والأطباء. على سبيل المثال، تم اختطاف الأستاذة الجامعية رشا ناصر العلي، ولا تزال إدارة الأمن في حمص تبحث عنها وسط شائعات عن العثور عليها مقتولة.

وفي وقت سابق، اختطف طبيب من عيادته في دمشق، وذلك على يد مسلحين من “هيئة تحرير الشام”. وقد تم اعتقال نائب عميد كلية الصيدلة، سلطان الصلخدي، ثم أطلق سراحه بعد ساعات بسبب شكوى كيدية.

حرب سوريا التي اندلعت منذ مارس 2011 أدت إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتدمير بنيتها التحتية، فيما عادت أكثر من 200 ألف لاجئ إلى البلاد منذ سقوط الأسد.

وأكد مدير المرصد أن العديد من الفصائل المسلحة التي تعمل خارج نطاق هيئة تحرير الشام قد ظهرت مؤخراً، وتقوم بإجراء عمليات انتقامية ضد الطائفتين العلوية والشيعية، بالإضافة إلى استهداف أي شخص يُعتقد أنه كان داعماً لنظام الأسد.

في ختام حديثه، أكد الفنان السوري مازن الناطور على ضرورة تقديم المتورطين في هذه الانتهاكات للعدالة، مخاطباً المجتمع الدولي بخصوص مسؤولية إنهاء هذه الفوضى.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى