تقاريرصحافة دولية

تصاعد المعارك في السودان يؤدي إلى نشوب حرائق ضخمة في أكبر مصفاة نفطية

اندلعت اشتباكات عنيفة في محيط أكبر مصفاة نفطية في السودان، مما أدى إلى نشوب حرائق ضخمة في المنشأة، وذلك وفقًا لبيانات الأقمار الصناعية التي تم تحليلها يوم السبت بواسطة وكالة الأسوشيتد برس. انتشرت سحب كثيفة من الدخان الأسود فوق العاصمة الخرطوم بسبب هذه الحرائق.

تعتبر مصفاة الجيلي، التي تقع على بعد 60 كيلومترًا شمال الخرطوم، هدفًا استراتيجيًا في الحرب الأهلية الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وتزعم قوات الجيش السوداني، الموالية للجنرال عبد الفتاح البرهان، أنها تمكنت من السيطرة على المصفاة، التي تملكها الحكومة السودانية وشركة النفط الوطنية الصينية.

تتوالى محاولات الوساطة الدولية في محاولة لوقف القتال، إلا أن هذه الجهود لم تثمر، في وقت تشير تقارير إلى ارتكاب قوات الدعم السريع أعمال إبادة جماعية، وهو ما يضاعف من تعقيد الوضع.

تشير صور الأقمار الصناعية، التي التقطتها شركة Planet Labs، إلى حجم الدمار الذي أصاب المصفاة، حيث ظهرت النيران مشتعلة في عدة مواقع من المنشأة. تسببت هذه الحرائق في تدمير خزانات النفط، مما دفع الدخان الأسود الكثيف إلى الارتفاع، ليغطّي مساحات واسعة ويصل إلى الخرطوم عبر الرياح. وقد أثار هذا الدخان قلقاً بشأن تأثيره على الصحة العامة، حيث يُحتمل أن يزيد من مشاكل التنفس ويزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان.

اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بتعمد إشعال النيران في المصفاة بهدف تدمير البنية التحتية للبلاد. من جانبه، ردت قوات الدعم السريع في وقت لاحق بأن الطائرات الحربية السودانية ألقت قنابل على المصفاة، مما أدى إلى تدميرها بالكامل. ورغم تبادل الاتهامات بين الطرفين، لم يتم تقديم أدلة تدعم هذه الادعاءات من أي منهما.

لم تتوقف تداعيات هذه المعركة على الصعيد العسكري فقط، بل كان لها أثر كبير على الاقتصاد السوداني. إذ حذر خبراء من أن تدمير المصفاة سيتسبب في زيادة الاعتماد على واردات الوقود المكلفة، وهو ما قد يعمّق الأزمات الاقتصادية في البلاد. هذا التأثير سيمتد إلى جنوب السودان أيضًا، الذي يعتمد بشكل كبير على النفط السوداني.

على صعيد آخر، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء التصعيد الأخير في السودان، مشيرًا إلى الهجوم على مصفاة الجيلي كأحد الأمثلة على التداعيات الخطيرة لهذا النزاع. ودعا جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي تصرفات قد تسهم في تعميق الأزمة الاقتصادية والبيئية في المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن السودان يواجه حالة من الاضطراب منذ الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير في عام 2019، وأن التحولات السياسية التي شهدها البلد لم تنجح في وضع حد للأزمة الحالية التي تسببت في مقتل أكثر من 28 ألف شخص وتشريد الملايين.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى