تقاريرفلسطين

الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية مستمرة رغم وقف إطلاق النار في غزة

يستمر الوضع في غزة في الانهيار أكثر من أي وقت مضى حيث تستمر المساعدات الإنسانية في التدفق جزئياً إلى المنطقة المنكوبة عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ هذا الأسبوع

ويبرز المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يانس لاركيه ليكشف أن العالم أمام فاجعة لن تندمل قريباً ويجب أن نستغل هذه الفرصة قبل أن تنقض الظروف المأساوية مجدداً على كل شيء

يرتبط المأساة الحالية بعمق الجوع الذي يعصف بالناس والأمراض التي انتشرت على نطاق واسع بعد أن أُغلِقت المستشفيات واضطربت الخدمات الصحية بشكل غير مسبوق بينما يواجه الأطفال معاناة لا يمكن تصوّرها فالأسر تتفكك والآباء يبحثون عن أبنائهم بينما تتطاير أنقاض الحرب في كل زاوية وكل شارع يشهد دماء ودموع وفوضى من الصعب تجنبها، كما أصبحت الحياة بلا معنى وسط تلك الحطام

يشير لاركيه إلى أن الأمم المتحدة تضغط على الضامنين لإدخال الإمدادات اللازمة مع التحديات المعقدة التي تتطلب حلاً سريعاً وفعّالاً حيث إن إزالة الأنقاض وبقايا الحرب المتفجرة لا يقل خطورة عن النزاع نفسه فالآمال التي أُحييت بعد وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني هي آمال هشة تحتاج إلى يقظة وحذر لتجنب الانهيار

يتوجه التركيز الدولي الآن إلى تنفيذ أولويات الحياة الأساسية حيث يكاد يكون الحصول على الغذاء والمأوى والدواء جزءاً من معركة يومية وأوضح لاركيه أن المخابز يجب أن تُفتح فوراً وتتم إعادة تزويد المستشفيات التي أصبحت بحاجة ملحة للمعدات الطبية بينما تتطلب شبكات المياه والصرف الصحي إصلاحاً عاجلاً لا يمكن تأجيله فالحياة لا تنتظر، كما بدأ العمل الجاد على إصلاح الملاجئ وتوفير المواد اللازمة لمساعدة الأسر على لم شملها بعد أن تقطعت بهم السبل في زحمة المعركة الشرسة

أكد لاركيه أنه لا بد من حماية المدنيين وعمال الإغاثة على حد سواء وهو الأمر الذي يُعتبر تحدياً آخر إذ لم يتم تسجيل أي هجمات ضد العاملين في المجال الإنساني خلال الأيام الأولى من وقف إطلاق النار ما يعني أن الأمل في استعادة بعض من السلام قد يكون قريباً إلا أن الشروط الميدانية القاسية تهدد بتدمير أي تقدم قد يُحرز في المستقبل القريب

لن يقف العالم مكتوف الأيدي لكن الأسئلة تُطرح الآن هل يمكن استغلال هذه اللحظة النادرة بشكل حاسم؟ أم ستظل غزة معلقة في دوامة الفوضى المدمرة؟

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى