الاحتلال الإسرائيلي في جنين: عمليات عسكرية تحت غطاء سياسي
أفاد كُتاب ومحللون سياسيون في تصريحاتهم الأخيرة، أن العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل في مخيم جنين تُظهر كواليس التحركات السياسية داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإرضاء التيار اليميني المتطرف بعد التهدئة في غزة.
أكد الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات أن العملية تحمل أهدافاً سياسية واضحة، تشمل تقييم وضع الضفة الغربية وتحضير الأجواء للاحتلال الكامل، ومحاولة نفي مظاهر السيادة الفلسطينية. ولفت بشارات إلى أن الاحتياج لهذه العملية هو في إطار تعزيز موقف نتنياهو مع الشركاء السياسيين في الحكومة لضمان استمراريته.
وأشار بشارات أيضاً إلى أن الإجراءات القاسية التي يقوم بها الاحتلال في الضفة الغربية بما في ذلك تعزيز الوحدات العسكرية وفرض حصار، تعكس استراتيجيات الاحتلال الرامية لوأد أي شكل من أشكال السيادة الفلسطينية.
في ذات السياق، اعتبر الناشط السياسي مروان القبلاني أن هذا الهجوم يمثل بداية مرحلة جديدة تتمثل في زيادة الضغط العسكري على المقاومة الفلسطينية. وأشار إلى الهجمات المنظمة التي تتعرض لها القرى الفلسطينية، والتي يسعى الاحتلال من خلالها إلى ترهيب المواطنين وإجبارهم على ترك أراضيهم.
وأكدت الناشطة السياسية انتصار العواودة أن عملية جنين تأتي في إطار عمليات الإبادة والتهجير الممنهجة تحت دعم أمريكي، وأن ما حدث يعكس حجم التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وأجهزة أمن الاحتلال.
بدورها، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بارتقاء 8 شهداء وإصابة أكثر من 35 شخص خلال العملية العسكرية. وقد استخدمت قوات الاحتلال طائرات مقاتلة وبارجات خاصة لتكثيف الهجمات على المخيم، مبرزةً تصعيد الجرائم في الضفة الغربية بعد تزايد العنف في قطاع غزة.