تقاريرعربي ودولى

منظمة الصحة العالمية تعلن عن صعوبة إعادة بناء النظام الصحي في غزة

أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس أن إعادة بناء النظام الصحي في قطاع غزة ستكون مهمة مستحيلة، مشيرًا إلى أن الوضع أكثر تعقيدًا مما يمكن تصوره.

أعلن عن ذلك على منصته في “إكس”، مُحذرًا من أن الحاجة الهائلة لتلبية احتياجات الصحة في غزة تتطلب جهودًا ضخمة غير قابلة للتنفيذ بسهولة، بالنظر إلى حجم الدمار الهائل في المنطقة.

أضاف أن التحديات التشغيلية التي تواجه القطاع، بما في ذلك القيود المفروضة، تُعد من أكبر المعوقات التي تمنع إعادة بناء هذا النظام المتضرر.

كشف تيدروس عن حجم الكارثة الصحية في غزة بعد أكثر من 15 شهرًا من الحرب المدمرة، موضحًا أن الظروف الحالية تجعل من إعادة بناء المنشآت الصحية مهمة شبه مستحيلة.

أشار إلى أن قطاع غزة يعاني من تدمير شامل للمستشفيات والمرافق الصحية، مما يفاقم من الأزمة الإنسانية بشكل خطير.

شدد على أن استمرار الحرب يزيد من تعقيد الوصول إلى المساعدات الطبية الأساسية، مما يجعل التحدي أكبر من أي وقت مضى.

حذر من أن العديد من الأفراد في غزة يواجهون خطر الموت بسبب غياب العلاج الفوري، حيث يعجز النظام الصحي عن تلبية احتياجاتهم المتزايدة.

أكد تيدروس أن عملية إعادة بناء القطاع الصحي في غزة لن تكون ممكنة دون وجود دعم خارجي قوي، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يتعاون بشكل عاجل من أجل توفير المساعدة الطبية والمعدات اللازمة.

وأوضح أن تقديم الدعم لن يقتصر فقط على إرسال الأدوية والمساعدات، بل يجب أن يشمل إعادة تأهيل المنشآت الصحية المدمرة وتدريب الكوادر الطبية لتلبية احتياجات السكان المتضررين. نبه إلى أن إغاثة غزة تتطلب استراتيجيات طويلة الأمد لضمان استدامة النظام الصحي، وهذا يتطلب تحركًا عاجلًا من جميع الأطراف.

دعا تيدروس جميع الأطراف المعنية إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل من أجل ضمان وصول المساعدات الطبية إلى المناطق المتضررة دون عوائق.

شدد على أن الوضع الراهن لا يحتمل المزيد من التصعيد وأن المجتمع الدولي يجب أن يضغط بشكل أكبر لضمان تنفيذ هذا الاتفاق.

أضاف أن الصراع المستمر يعرقل جهود الإغاثة ويزيد من معاناة الشعب الغزاوي، مشيرًا إلى أن استمرار القتال قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الصحية ويزيد من أعداد الضحايا.

طالب تيدروس بضرورة خلق بيئة آمنة ومستقرة في غزة حتى يتمكن العاملون في المجال الصحي من أداء مهامهم بشكل فعال.

وحذر من أن غياب الاستقرار السياسي والأمني سيبقي الأوضاع على حالها، ما يعوق أي محاولة لتحسين الوضع الصحي في المنطقة.

أشار إلى أن الأطباء والممرضين في غزة يعملون في ظروف بالغة الصعوبة، مشددًا على ضرورة توفير الحماية لهم من أجل تمكينهم من تقديم الرعاية الضرورية للمرضى.

ذكر تيدروس أن منظمة الصحة العالمية ستواصل عملها في غزة، ولكنها في حاجة إلى دعم أكبر من أجل التغلب على القيود والتحديات التي تواجهها.

أوضح أن عمل المنظمة في هذه الظروف يتطلب تنسيقًا مع جميع الأطراف المعنية لتسهيل إيصال المساعدات الطبية وتوفير الحماية للكوادر الصحية.

أكد أن المنظمة لن تتوقف عن تقديم الدعم، ولكنه أضاف أن النجاح في تحقيق هذا الهدف مرهون بتحقيق الاستقرار في المنطقة وضمان الظروف المناسبة للعمل.

دعا تيدروس المجتمع الدولي إلى تقديم دعم مستمر لغزة من خلال تقديم المساعدات العاجلة، والتي يجب أن تشمل إمدادات طبية ومعدات طبية متخصصة.

حذر من أن أي تأخير في تقديم هذا الدعم سيؤدي إلى زيادة الضغط على النظام الصحي في غزة، مما قد يؤدي إلى نتائج كارثية. شدد على أن غزة لا يمكنها الانتظار أكثر، وأن الوقت حاسم في إنقاذ الأرواح البشرية.

شدد تيدروس على أن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل المسؤولية الكاملة في التعامل مع هذا الوضع الطارئ، محذرًا من أن عدم اتخاذ خطوات حاسمة قد يؤدي إلى تفاقم الكارثة الصحية في غزة.

أضاف أن التحديات التي تواجه النظام الصحي في غزة ليست مجرد مسائل تنظيمية، بل هي قضايا إنسانية تتطلب استجابة فورية وقوية.

حث جميع الأطراف على تجاوز الخلافات السياسية والعمل من أجل تحقيق السلام الدائم الذي يضمن حقوق الإنسان وحماية الأرواح في غزة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى