تقاريرفلسطين

الاحتلال الإسرائيلي يواصل قمع الفلسطينيين: اقتحام بلدة بيتا وإصابات جماعية بالاختناق

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم بلدة بيتا جنوب نابلس محدثة حالة من الفوضى العارمة في المنطقة وأطلقت الرصاص الحي بشكل عشوائي وأتبعتها بقنابل الصوت المدوية التي بثت الرعب في نفوس الأهالي وسرعان ما ملأت السماء سحب الغاز السام الخانقة التي تركت عشرات الفلسطينيين يكافحون من أجل التنفس في وسط هذا الجحيم اليومي الذي أصبح روتينًا لقرى ومدن الضفة الغربية المحتلة.

أصابت هذه الهجمة الشرسة ما يزيد عن أربعين فلسطينيًا بحالات اختناق حادة جراء استنشاق الغاز السام وقامت فرق الإسعاف المحلية بتقديم الرعاية الطبية لهم في مكان الحدث نظرًا لخطورة الأوضاع وصعوبة نقل المصابين إلى المستشفيات بسبب استمرار التواجد العسكري الإسرائيلي المكثف في البلدة طوال فترة الاقتحام.

استمر الاحتلال في نشر الرعب واستفزاز السكان بإطلاق القنابل الصوتية والرصاص الحي دون سابق إنذار مما دفع المواطنين لمحاولة الدفاع عن أنفسهم وعن بيوتهم وأرضهم ولكن الغلبة كانت دائمًا للاحتلال الذي يمارس القمع المنهجي في وجه كل محاولة لمقاومة أو حتى للوجود الطبيعي للفلسطينيين في بلداتهم.

أثار هذا الاعتداء قلقًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية والإعلامية خاصة بعد ورود تقارير تفيد بمقتل الطفل أحمد رشيد رشدي جزر والبالغ من العمر 14 عامًا متأثرًا بإصابته برصاص قوات الاحتلال في بلدة سبسطية شمال غرب نابلس يوم أمس ووقعت إصابة الطفل جزر خلال اقتحام مشابه لما شهدته بيتا اليوم حيث استخدمت قوات الاحتلال القوة المفرطة ضد المدنيين العزل بما في ذلك استخدام الرصاص الحي ضد الأطفال مما يجعل هذا الاعتداء جزءًا من سلسلة طويلة من الانتهاكات الإسرائيلية التي تستهدف كل ما هو فلسطيني دون تمييز بين كبير أو صغير.

صعد الاحتلال من عملياته العسكرية في مناطق الضفة الغربية وتحديدًا في نابلس وضواحيها خلال الأسابيع الماضية مما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات بين الفلسطينيين وخلق حالة من الذعر والقلق المستمر بين الأهالي الذين باتوا يخشون الخروج من بيوتهم خوفًا من أن يكونوا هدفًا للاعتداءات العشوائية المتكررة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي بقسوة مفرطة ودون أي اعتبار لحقوق الإنسان أو المعايير الدولية.

لم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية عند الاقتحامات فقط بل شملت الاعتقالات الجماعية للشبان الفلسطينيين من دون توجيه تهم واضحة وهو ما يزيد من حجم الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال بشكل يومي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في محاولة لترسيخ هيمنتها على الأرض المحتلة من خلال نشر الخوف والذعر بين السكان.

واصلت إسرائيل سياستها العدوانية ضد المدنيين الفلسطينيين متجاهلة كل الدعوات الدولية لوقف العنف والعودة إلى طاولة المفاوضات وتستخدم آلة الحرب العسكرية لقمع كل صوت يطالب بحق الفلسطينيين في العيش بكرامة على أرضهم التاريخية وتحولت بلدات الضفة الغربية إلى مسرح لعمليات القمع المتواصلة التي تسعى إلى كسر إرادة الفلسطينيين وثنيهم عن مواصلة الكفاح من أجل حريتهم واستقلالهم.

تجاهل الاحتلال بشكل صارخ حقوق الإنسان والقوانين الدولية واستمر في استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين في تحدٍ سافر لكل المواثيق الدولية وهذا ما أكدته تقارير متعددة من منظمات حقوقية عالمية التي نددت بالاعتداءات الإسرائيلية ووصفتها بأنها تشكل جرائم حرب يجب أن يحاسب مرتكبوها أمام المحاكم الدولية ومع ذلك لا يزال المجتمع الدولي صامتًا أو غير قادر على اتخاذ إجراءات حازمة لوقف هذا النزيف اليومي في الأراضي المحتلة.

تفاقمت الأزمة مع استمرار التصعيد الإسرائيلي وسط حالة من الغليان الشعبي الفلسطيني حيث تندلع الاشتباكات بشكل يومي تقريبًا بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في مختلف المدن والبلدات الفلسطينية ورغم محاولة الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم وحقوقهم إلا أن آلة الحرب الإسرائيلية تتفوق دائمًا باستخدام أحدث الأسلحة وأكثرها دموية.

تفجر هذا الوضع الملتهب في نابلس وجنوبها يعكس صورة قاتمة لمستقبل الضفة الغربية في ظل استمرار الاحتلال بتجاهل كل القوانين والمواثيق الدولية ومع ذلك يواصل الفلسطينيون تحديهم وإصرارهم على مواصلة الصمود في وجه الاحتلال ومحاولاته المستمرة لاقتلاعهم من أرضهم وتجريدهم من حقوقهم الأساسية.

تجاوزت الانتهاكات الإسرائيلية حدود المعقول مما أدى إلى خلق حالة من الغضب الشعبي الواسع داخل وخارج فلسطين وبدأت تظهر دعوات متزايدة لمحاسبة إسرائيل على جرائمها وفرض عقوبات دولية صارمة عليها لإيقاف هذا النزيف الذي لا ينتهي.

حاول الاحتلال الإسرائيلي تشويه الحقائق وتبرير اعتداءاته على أنها إجراءات أمنية ولكن الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون يوميًا يظهر عكس ذلك حيث يسقط الأطفال والشبان والشيوخ ضحايا للرصاص الإسرائيلي في شوارع مدنهم وقراهم تحت مبررات واهية لم تعد تقنع أحدًا.

أثبت الاحتلال مرة أخرى عدم التزامه بأي حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية من خلال مواصلة سياسة البطش والاعتداءات الوحشية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يناضل من أجل نيل حريته واستعادة حقوقه المنهوبة.

نشر الاحتلال الرعب في بيتا اليوم لم يكن إلا فصلًا جديدًا من فصول العنف والدمار الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية ليؤكد للعالم مرة أخرى أنه لا يريد سوى السيطرة بالقوة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى