عودة 200 ألف لاجئ سوري تكشف أبعاد كارثة إنسانية وتحمل تهديدات مدمرة
عاد ما يقرب من 200 ألف لاجئ سوري إلى وطنهم منذ ديسمبر الماضي في واحدة من أكبر حركات العودة الجماعية منذ سنوات عدة وتعتبر هذه العودة مؤشرا على تزايد الضغط على المجتمعات المحلية
وعلى واقع اللاجئين السوريين في دول الجوار لكن الدوافع الكامنة وراء ذلك تظل غامضة ومعقدة في ظل الأوضاع الصعبة التي يواجهها اللاجئون الذين يغادرون أوطانهم بسبب الحرب المدمرة على مدار سنوات
أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أن حوالي 195 ألف لاجئ سوري عادوا إلى سوريا بين 8 ديسمبر 2024 و16 يناير 2025 أي خلال فترة قصيرة نسبيا ما يثير التساؤلات حول الظروف المحيطة بهذه العودة الجماعية والتغيرات التي قد طرأت على الواقع الداخلي السوري
وتثير عودة هؤلاء المزيد من القلق حول الأزمة الإنسانية المستمرة في البلاد خاصة في ظل غياب الأمن والاستقرار في الكثير من المناطق السورية
أعلن غراندي عن خطط لزيارة سوريا والدول المجاورة لمتابعة أوضاع اللاجئين السوريين والوقوف على احتياجاتهم بشكل مباشر بينما يعكف على تحديد موعد الزيارة التي لم يتم تحديدها بعد
وهذا التحرك يأتي في وقت حرج حيث تسعى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تعزيز دعمها اللاجئين والمجتمعات المضيفة وذلك وسط معركة شاقة لاستعادة التوازن في مناطق متضررة من الحرب بعد عودة عشرات الآلاف من السوريين إلى مناطقهم
كشف التقرير السنوي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 550 ألف سوري عادوا إلى بلادهم في عام 2024 وأن أكبر نسبة من العائدين كانت من محافظة حلب شمال سوريا حيث استقبلت حوالي 23% من إجمالي العائدين
وهو مؤشر يعكس التغيير في أنماط العودة إلى مناطق شهدت تصاعدا في أعداد العائدين في وقت حسّاس تزامن مع تحولات كبيرة في الشرق الأوسط إلا أن عودة هذا العدد الكبير من السوريين يظل يشكل تحديا كبيرا بالنسبة للمجتمعات المستضيفة
أشار التقرير أيضا إلى أن العديد من اللاجئين السوريين أبدوا رغبتهم في العودة إلى وطنهم لكنهم لا يزالون مترددين بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة داخل سوريا خاصة في مجالات الدعم المالي وإعادة بناء المنازل وافتقارها إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية كما أبدوا تخوفهم من استمرار المخاطر الأمنية والمناخ السياسي المتأزم
دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى ضرورة توفير تمويل مستدام ومساعدات لوجستية لمساعدة اللاجئين على العودة بأمان
ومن ثم بناء حياة جديدة بعيدا عن المخاطر السابقة التي مروا بها داخل سوريا أو في البلدان المضيفة ولفتت إلى أهمية تطوير برامج الحماية للأشخاص العائدين على أن يتم دعم كل من اللاجئين والمجتمعات المضيفة الذين يتحملون أعباء إنسانية ثقيلة غير مسبوقة