تقاريرعربي ودولى

الجيش الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من رفح ويُحدد محاور جديدة على الحدود المصرية

تسحب القوات الإسرائيلية قواتها من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة باتجاه محور فيلادلفيا على طول الحدود مع مصر في خطوة تثير العديد من التساؤلات وتفتح الباب لتطورات غير مسبوقة في المنطقة

يتزامن ذلك مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الذي ينتظره الجميع بشغف في وقت لاحق من صباح الأحد، ليبدأ تنفيذ قرار حاسم يمكن أن يغير مجرى الحرب التي دامت طويلا على غزة ويعلن فتح الطريق أمام نهاية معركة استمرت أكثر من 15 شهرا وأسفرت عن آثار مدمرة في الشرق الأوسط

تأتي هذه الخطوة بعد أشهر طويلة من المفاوضات المضنية والمعقدة التي شاركت فيها أطراف دولية عديدة مثل مصر وقطر والولايات المتحدة، قبل أيام من تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد الذي سيشكل على الأرجح نقطة تحول في المواقف الدولية بشأن الصراع

يدخل وقف إطلاق النار في صيغته المكونة من ثلاث مراحل حيز التنفيذ في تمام الساعة 0630 بتوقيت غرينتش الأحد ليبدأ تنفيذ الاتفاق الذي يمكن أن يسهم في إنهاء النزاع الدامي بشكل تدريجي بعد فترة طويلة من القتال الدامي والدمار المستمر

تبدأ المرحلة الأولى من هذا الاتفاق لتستمر لمدة 6 أسابيع، حيث تشمل إطلاق سراح 33 من بين 98 رهينة فلسطيني محتجزين، تضم القائمة النساء والأطفال والرجال فوق الخمسين من العمر إضافة إلى المرضى والجرحى، مقابل إطلاق سراح نحو ألفي أسير فلسطيني من سجون الاحتلال

تتضمن عملية الإفراج عن هؤلاء الأسرى 737 سجينا من الرجال والنساء والأطفال القصر، بالإضافة إلى مئات من المحتجزين الفلسطينيين من غزة الذين تم اعتقالهم منذ بداية الحرب دون أي مراعاة للأعراف الإنسانية أو الدولية

يترقب الجميع الإفراج عن ثلاثة من الرهائن الإناث مساء الأحد عبر الصليب الأحمر، مقابل إطلاق سراح 30 أسيرا من السجون الإسرائيلية لكل واحدة منهن في خطوة تثير القلق حول مصير هؤلاء الرهائن، فيما تظل الأنظار متوجهة إلى كيفية تعامل الاحتلال مع بقية الأسرى والرهائن في المرحلة القادمة من الاتفاق

تسابق الأنباء عن تطورات إضافية هذا الصباح لتسجل تحركات عسكرية و دبلوماسية غير مسبوقة قد تحدد ملامح المستقبل القريب، بينما يتزايد الاهتمام الدولي بقضية الأسرى في السجون الإسرائيلية والرهائن الذين يحملون أمل العودة إلى بيوتهم وأسرهم بعد سنوات من القسوة والانتهاكات

لا شك أن ما يحدث الآن ليس مجرد وقف لإطلاق النار بل بداية لحل قد يكون أبعد من مجرد التهدئة، فهو يفتح باباً لحلول سياسية جديدة قد تضع حداً لمعاناة شعوب المنطقة وتعيد رسم خريطة النفوذ الإقليمي في المرحلة القادمة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى