ارتقى عصام العرجاني إلى قمة المشهد الاقتصادي رغم كونه الابن الأكبر لرجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني الذي أصبح أحد رموز المال والسلطة بعد خروجه من السجن، وتمكن من فرض نفوذه بسرعة بعد مغادرته السجن عقب عامين من الاحتجاز بسبب أحداث شائكة في سيناء.
تحدى عصام الظروف وحجز لنفسه مكانًا بارزًا في الساحة الاقتصادية، مستفيدًا من العلاقات التي أسسها والده وأصبح جزءًا من الشبكة الاقتصادية التي تسيطر على العديد من الأنشطة التجارية، خاصة تلك التي تمر عبر معبر رفح الذي ارتبط اسم والده به منذ فترة طويلة.
تعهد عصام بحل أزمة الدولار التي تطوّقت حول رقاب المواطنين والدولة على حد سواء. كشف الرئيس التنفيذي لمجموعة العرجاني عن خطة استراتيجية طموحة لضخ استثمارات ضخمة في قطاعي السيارات والسياحة، مستهدفًا مليار دولار خلال خمس سنوات.
أكد أن هذه الخطوة هي بداية حقيقية للخروج من الأزمة الاقتصادية العميقة التي يواجهها السوق المصري، مشيرًا إلى أن خطة العمل لا تقتصر فقط على استثمارات مالية، بل تشمل إعادة هيكلة كاملة للقطاعات المتضررة.
تخرج عصام العرجاني من أكاديمية للطيران في جنوب أفريقيا في عام 2010، وهي أكاديمية أنشئت برأس مال مصري وارتبطت بعلاقات مشبوهة في فترة لاحقة. عرف عن الأكاديمية كونها أحد النقاط المثيرة للجدل حين ارتبط اسمها بحادثة الطائرة المصرية المحتجزة في زامبيا، التي كان على متنها ملايين الدولارات و127 كيلوغرامًا من الذهب بالإضافة إلى أسلحة، ما أثار الشكوك حول خلفيات هذه الأكاديمية والأشخاص المرتبطين بها.
رغم تلك الشبهات، استمر عصام في تحقيق تقدم سريع في مجالات متعددة، ولا سيما في قطاع النقل والشحن، حيث أعلنت شركة أبناء سيناء التي يترأسها عن استحواذها على عمليات شحن البضائع إلى غزة، مما أدى إلى رفع أسعار الخدمات بشكل غير مسبوق.
تتراوح تسعيرات السفر لعودة الجوازات المصرية ما بين 1200 دولار، بينما كانت الأسعار للفلسطينيين تتراوح بين 2500 و5000 دولار. تلك الأسعار ارتفعت لتصل إلى 11 ألف دولار للفرد الواحد، ما يعكس درجة الاحتكار والسيطرة التي تمتعت بها الشركة في تلك المنطقة.
أثار عصام العرجاني الكثير من التساؤلات حول مدى استمراريته في تعزيز مكانة والده الراحل في عالم الأعمال والسياسة، هل سيواصل مسيرته ويحافظ على الإمبراطورية الاقتصادية التي أسسها إبراهيم العرجاني؟
لا شك أن خطة عصام لتطوير الاقتصاد المصري، بدءًا من الحلول المقترحة لأزمة الدولار، ستكون محط أنظار الجميع.