استقالة وزراء “عوتسما يهوديت” احتجاجًا على اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس
استقالت شخصيات بارزة من حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتشدد الإسرائيلي من مناصبهم الحكومية اعتراضًا على اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس.
أدان الحزب الاتفاق الذي يصفه بالكارثي والمتهور، وأعلن عن عزمه اتخاذ هذه الخطوة احتجاجًا على القرار الذي ينص على إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن الإسرائيليين.
وصف الحزب هؤلاء الأسرى بـ “القتلة الملطخة أيديهم بالدماء”، معتبرين أن ذلك يشكل خطرًا على المجتمع الإسرائيلي ويهدد أمنه.
حذر حزب “عوتسما يهوديت” من أن هذا الاتفاق سيكون بمثابة تفريط في التضحيات التي قدمها الجيش الإسرائيلي خلال حربه ضد حماس.
أعلن الحزب في بيان شديد اللهجة أن الصفقة التي تم التوصل إليها مع حماس هي بمثابة استسلام لا يمكن قبوله. اعتبر الحزب أن العملية العسكرية لا يمكن أن تُسحب أو تُنهي بهذه الطريقة دون ضمانات حقيقية لسلامة إسرائيل.
استقال الوزراء إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، ويتسحاق فاسرلوف وزير تطوير المناطق النقبية والجليل، وعميحاي إلياهو وزير التراث من منصبهم في الحكومة على خلفية هذا الاتفاق.
أصر هؤلاء الوزراء على أن حكومة نتنياهو قدمت تنازلات خطيرة وغير مبررة لحماس، وتسببوا في هزة داخل الائتلاف الحاكم. أصر بن غفير على أن هذه الاستقالة تأتي كاحتجاج على ما وصفه بتسليم إسرائيل لأمنها في يد حماس، داعيًا إلى العودة للحرب ضدها.
برر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الخطوة قائلًا إن الاتفاق ينطوي على حق إسرائيل في استئناف الحرب في حال عدم التزام حماس بتنفيذ بنود الاتفاق.
أكد نتنياهو أن إسرائيل لا يمكن أن توافق على أي اتفاق يهدد أمنها ويجب أن تحتفظ بحقها في استخدام القوة إذا لزم الأمر.
ردًا على تصريحات نتنياهو، أطلق بن غفير بيانًا آخر قال فيه إن “حماس لم تُهزم بعد” وأنه يجب على إسرائيل أن تكون جاهزة للعودة إلى الحرب في أي لحظة دون قيد أو شرط. أكد بن غفير أن الحكومة لا يجب أن تخضع لابتزاز حماس أو تقدم تنازلات تحت ضغط الوضع الحالي.
استمرار الأزمة داخل الحكومة الإسرائيلية يضعها في موقف بالغ التعقيد. إذ يشير الاستقالة المتتالية من شخصيات بارزة إلى انقسام عميق في صفوف الائتلاف الحاكم، مما يزيد من احتمال انهيار الحكومة في حال تفاقم الخلافات.