مقالات ورأى

العقيد عادل عبد الكافي يكتب: التحركات الروسية في ليبيا والسودان … قراءة في أبعاد الدعم العسكري وتأثيره على الصراع

تواصل روسيا تكثيف وجودها العسكري في ليبيا من خلال دعم قوات خليفة حفتر وتعزيز نفوذها في المنطقة، حيث جرى جمع 2500 مرتزق من ميليشيات الجنجويد، مدعومين بأسلحة حديثة ومعدات عسكرية شُحنت عبر 400 آلية دفع رباعي مقدمة من مرتزقة الفيلق الروسي الأفريقي وحلفائهم في ليبيا.

تأتي هذه التحركات ضمن استراتيجية تهدف إلى دعم الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) في السودان، الذي يعاني انهياراً عسكرياً متسارعاً نتيجة الهجمات التي نفذها الجيش السوداني.

وقد خسر حميدتي مواقع استراتيجية مهمة أثرت سلباً على قدرته في صد التقدم العسكري للجيش، ما أدى إلى تكبيد قواته خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.

رغم محاولة روسيا وحفتر تقديم الدعم عبر إرسال أسلحة وقوات إضافية، يبدو أن هذه الجهود لن تغير من الواقع العسكري كثيراً.

فالجيش السوداني يستفيد أيضاً من دعم عسكري تركي يتم تقديمه عبر الأراضي الصومالية، ما يخلق توازن قوى جديداً في المنطقة.

الواقع العسكري في السودان يشير إلى أن الضربات الموجهة لقوات حميدتي أثرت بشكل كبير على قدرتها العملياتية، ما جعلها تتراجع بشكل واضح.

وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة لحلفائه لتعويض هذه الخسائر، فإن الظروف الميدانية والتكتيكية قد تجعل من الصعب استرجاع المواقع التي فُقدت.

هذا التصعيد يعكس تنافساً إقليمياً ودولياً يهدد بتعميق الأزمات في المنطقة، حيث تُستخدم الأراضي الليبية كنقطة انطلاق لدعم أطراف الصراع في السودان، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في كلا البلدين.

ختاماً، يبقى الدور الدولي محورياً في تحديد مسار الصراع. وبينما تستمر روسيا في دعم حلفائها، يبرز تساؤل حول مدى استدامة هذا الدعم وتأثيره على الأرض، خاصة مع دخول أطراف إقليمية أخرى على خط المواجهة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى