تقاريرثقافة وفنون

إهدار المال العام وتزوير الأنشطة الثقافية: فساد رحاب توفيق يكشف المستور في المنيا

تضرب موجة فساد واسعة، فرع ثقافة المنيا تحت قيادة رحاب توفيق التي تولت منصب مدير عام الفرع، والتي يبدو أنها أصبحت محورًا رئيسيًا في شبكة من الفساد وسرقة المال العام، مستغلة المبادرات الرئاسية في شكل أنشطة وهمية لا تحقق أي فائدة للمجتمع، بل تُستغل فقط لتضخيم أرقام وتقارير كاذبة تهدر المال العام.

أهدرت رحاب توفيق، مدير عام فرع ثقافة المنيا، المال العام بطرق متعددة، حيث قامت بتنفيذ أنشطة وهمية تحت ستار المبادرات الرئاسية، مدعية تحقيق نجاحات غير موجودة على أرض الواقع.

يتضح أن الأنشطة الثقافية التي يُعلن عنها من قبل فرع ثقافة المنيا تحت قيادة رحاب توفيق ليست سوى حبر على ورق، والدليل القاطع على ذلك هو الصور المرفقة في الأخبار التي تظهر عددًا ضئيلًا من الأفراد المشاركين،

لا يتعدى الخمسة أفراد، ويُضاف إليهم أطفال موظفي وموظفات الموقع الثقافي في بعض الأحيان، مما يؤكد أن الفعاليات التي يتم الترويج لها هي فعاليات وهمية ويعكس انعدام الجدية في تلك الأنشطة التي تهدف فقط لإظهار إنجازات مزيفة.

زيفت رحاب توفيق العديد من النجاحات، مدعية وصول خدماتها الثقافية إلى 44 قرية، رغم أن الواقع يعكس خلو تلك القرى من أي نشاط ثقافي حقيقي.

ادعت رحاب توفيق توجيه فعاليات ثقافية بالتنسيق مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، بينما في الحقيقة تلك الفعاليات لا وجود لها سوى على الورق، ما يؤكد ضياع الموارد المخصصة لهذه المبادرات.

حيث تستغل رحاب توفيق المبادرات الرئاسية مثل “حياة كريمة” والتي يُفترض أن تكون جزءًا من رؤية أوسع لتنمية المناطق الريفية في مصر، إلا أنها أصبحت وسيلة لتغطية عمليات نهب المال العام، حيث يتم تنظيم فعاليات شكلية وغير مجدية.

يتم ذلك تحت غطاء الشراكات مع مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة، ولكن الحقيقة أن هذه الأنشطة ليست سوى وسيلة لملء الجيوب وتضييع أموال الشعب.

تسعى بكل الطرق لربط نفسها بالمبادرات الثقافية الكبرى لتلميع صورتها حيث تسعي جاهدة بأن تصبح في غفلة من الزمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة.

وتشيع رحاب توفيق بين موظفي فرع ثقافة المنيا، بأنها مستمرة في قيادة الفرع وتوجيه الأنشطة الثقافية وسوف يتم التجديد لها قريبا وذلك بسبب مساندة محمد ناصف نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة لها.

تُستخدم رحاب توفيق عبارات مثل “مترجمة مبدعة” للتغطية على حقيقة أنها حصلت على شهادة ليسانس آداب في اللغة الفرنسية بتقدير مقبول،

وهذا هو كل ما يربطها بالعالم الثقافي ومع ذلك تروج لنفسها على أنها مترجمة محترفة، رغم عدم صدور أي عمل مترجم لها على الإطلاق.

في الواقع، نفت الجامعة الفرنسية بالقاهرة علاقتها برحاب توفيق، مما يفضح ادعاءاتها بأنها مترجمة معتمدة.

يتفاقم الفساد بشكل أكبر حينما نُدرك أن فرع ثقافة المنيا، الذي من المفترض أن يكون نافذة للتنوير الثقافي، أصبح تحت سيطرة عصابة من المفسدين.

تُعطي رحاب توفيق مكافآت مالية لأشخاص دون أن يكون لهم أي دور فعلي في الأنشطة، مثل أحمد ممدوح، مسؤول المتابعة الميدانية بفرع ثقافة المنيا، الذي لم يباشر عمله منذ ستة أشهر ويكتفي بمتابعة مهامه عبر الهاتف ولكنه يحصل على مكافآت مالية كبيرة دون عمل حقيقي.

كذلك، يحصل جوزيف عياد الشهير بين زملائه بأنه “عصفورة رحاب” على مكافآت مالية تُقدر بآلاف الجنيهات دون أي مساهمة فعلية،

ويُضاف إلى ذلك آخرون من الموظفين الذين يُفضلون الاستفادة من هذا الفساد المستشري ودون قيامهم بأي عمل حقيقي، مستغلة تلك الأموال العامة في مكافأة المقربين منها.

كررت هذا التصرف خلال المؤتمرات والفعاليات، حيث أعطت مكافآت لأشخاص لم يساهموا بأي مجهود فعلي، مما يعد إهداراً صارخاً للمال العام.

أدارت رحاب توفيق الفعاليات والمؤتمرات الثقافية بما يخدم مصالحها الشخصية فقط، حيث اقتصرت هذه الفعاليات على تقديم دعم محدود لمجموعة صغيرة من الشعراء والمثقفين دون أي جدية في تحقيق الأهداف الثقافية المعلنة.

زورت تلك الفعاليات لتظهر في الأخبار على أنها إنجازات كبيرة، بينما في الواقع لا يوجد أي تأثير فعلي على الجمهور أو على الحياة الثقافية في المنيا.

حيث دعمت رحاب توفيق قلة من الشعراء والكتاب المقربين منها، مثل عصام السنوسي وياسر خليل وأسامة أبوالنجا وأصبحوا الوجوه الدائمة في كل المؤتمرات والفعاليات الثقافية،

بينما تجاهلت بشكل متعمد العديد من الأدباء والشعراء البارزين في المحافظة، الذين يتجاوز عددهم 120 شاعراً وأديباً من المنيا.

كررت رحاب توفيق تكريم نفس الأسماء في كل المؤتمرات والفعاليات الثقافية، ويتلقى هؤلاء الشعراء المكافآت والشهادات بلا استحقاق ما يعكس تحيزها واستغلالها لمنصبها لمصلحة مجموعة محدودة دون أي مراعاة لتنوع المواهب الثقافية في المحافظة، مما يُسهم في تعزيز دائرة الفساد واستمرارها ودون أن يكون لذلك أي تأثير إيجابي على الحركة الثقافية في المحافظة.

تتعامل رحاب توفيق وكأن فرع ثقافة المنيا هو عزبة ملكية شخصية لها، تستخدمه لتحقيق أهدافها الخاصة دون النظر إلى الصالح العام.

يتعمد ضياء مكاوي، القائم بأعمال رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي سابقًا، والمرتبط بشكل وثيق برحاب توفيق، التستر على ممارساتها الفاسدة. بالرغم من إقالته، إلا أن تأثيره ما زال قائمًا ويُسهم في استمرار الفساد في فرع ثقافة المنيا.

يعمل مكاوي كأحد أذرع الفساد الرئيسية في الهيئة العامة لقصور الثقافة، ويستفيد من شبكته الواسعة لإخفاء الحقائق وتزييف الإنجازات.

تكشف الوثائق الرسمية التي حصل عليها موقع “أخبار الغد” عن سلسلة من الجزاءات الإدارية التي طالت رحاب توفيق منذ سنوات، والتي كان من المفترض أن تمنعها من تولي مناصب قيادية.

حيث أظهرت القرارات الإدارية القديمة فساد رحاب توفيق بوضوح، حيث تم توقيع أكثر من جزاء ضدها ففي قرار إداري صادر بتاريخ 17 مايو 1998، وُصفت رحاب توفيق بأنها “كثيرة التشاجر” و”سليطة اللسان”، وأنها تتلفظ بألفاظ غير لائقة في بيئة ثقافية يُفترض أنها محترمة.

لم يقتصر فسادها على هذا، بل وصل الأمر إلى تزوير توقيع حضورها لمقر عملها معتمدة على دفع رشاوى لمسؤولي الدفاتر، وعلي سبيل المثال وليس الحصر في عام 2014، حيث وُرد في قرار رقم 102 لسنة 2014 أنها قامت بتزوير توقيع حضورها في مقر عملها، وأستمرت في هذا الفساد حتى بعد توليها منصب مدير عام فرع ثقافة المنيا.

ولم تقتصر المخالفات على هذا، ففي قرار رقم 202 لسنة 2017، ثبت أن رحاب توفيق أهملت في الحفاظ على مستندات رسمية مهمة تحت مسؤوليتها، مما أدى لاحقًا إلى العثور على هذه المستندات ملقاة على سطح مبنى فرع ثقافة المنيا.

تجاهلت التزاماتها الوظيفية ولم تتخذ أي إجراءات لحماية الأموال والمستندات العامة، مما يعد دليلاً على فسادها الإداري وعدم أهليتها لتولي هذا المنصب.

كشف مصدر مطلع بالهيئة العامة لقصور الثقافة عن تسريب أخبار ومعلومات من داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة لصالح رحاب توفيق، بمساعدة أشخاص مثل وليد فؤاد وسيد حسن. استغلت هذه المعلومات لتحقيق مصالح شخصية على حساب المصلحة العامة، ما يزيد من حدة الفساد المستشري في الفرع الثقافي.

كل هذه الأحداث تؤكد أن رحاب توفيق ليست إلا جزءًا من منظومة فساد أوسع في الهيئة العامة لقصور الثقافة، التي يبدو أنها تفتقر إلى الرقابة والمحاسبة الفعالة.

في الوقت الذي تتدعي فيه الهيئة تنفيذ المبادرات الثقافية الكبيرة، مثل اختيار المنيا عاصمة للثقافة المصرية لعام 2025، يتضح أن هذه المبادرات ليست سوى وسيلة أخرى لتلميع صورة الفاسدين وتغطية الأنشطة الوهمية التي لا تفيد الجمهور في شيء.

تدعي رحاب توفيق أنها تعمل على نشر العدالة الثقافية وتوسيع دائرة المشاركة الثقافية من خلال برامج مثل “مصر جميلة” و”أهل مصر” وقوافل مبادرة “حياة كريمة”،

إلا أن هذه الادعاءات لا تعدو كونها غطاءً للأنشطة الوهمية التي يتم تنظيمها لسرقة المال العام حيث لم تساهم تلك البرامج بأي شكل في تحسين الأوضاع الثقافية في المنيا. بدلاً من ذلك، استغلت تلك البرامج لجني المزيد من الأموال والمكافآت المالية غير المستحقة.

بل إن حقيقة الأمر تكمن في أن تلك المبادرات ما هي إلا وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية لبعض الأشخاص المقربين من توفيق، الذين يستفيدون من المكافآت المالية دون أن يكون لهم أي دور فعلي في تنفيذ الأنشطة.

من الواضح أن رحاب توفيق لا تملك الكفاءة اللازمة لإدارة فرع ثقافة المنيا، فهي تستغل منصبها لتحقيق مصالح شخصية، وتتعاون مع شبكة من الفاسدين الذين يتسترون على ممارساتها غير الأخلاقية. تستمر هذه الشبكة في نهب المال العام، وتفشل في تقديم أي خدمة حقيقية للجمهور.

أبرزت الأنشطة الثقافية المزعومة التي تديرها رحاب توفيق عدم جديتها وافتقارها لأي تأثير حقيقي على الأرض. زورت تقارير الأنشطة وقدمت صوراً مزيفة لإظهار فعاليات جماهيرية، بينما تظهر الصور بوضوح أن تلك الفعاليات تقتصر على حضور أفراد محدودين، معظمهم أطفال موظفي المواقع الثقافية.

واصلت رحاب توفيق استغلال منصبها لإهدار المال العام في الأنشطة الوهمية التي تزعم تنفيذها، متجاهلة الاحتياجات الثقافية الحقيقية لأهالي المنيا.

بدلاً من توجيه الموارد لتحسين الحياة الثقافية، استخدمت تلك الموارد لتعزيز مكانتها الشخصية وشراء ولاء المقربين منها.

أفشلت رحاب توفيق كافة الجهود الرامية إلى تحسين البنية التحتية للثقافة في المنيا، حيث استمرت في تعطيل مشروعات ترميم قصر ثقافة المنيا وأبو قرقاص.

لم تبذل أي جهد لتحسين مسرح قصر ثقافة المنيا أو لتطوير البنية الثقافية بشكل عام، مما يثير التساؤلات حول مدى التزامها بتحقيق الأهداف الثقافية المعلنة.

استخدمت رحاب توفيق شعار “العدالة الثقافية” كواجهة زائفة لأنشطتها، مدعية أنها تعمل على تحقيق التوازن بين الفئات المختلفة، بينما تركز جهودها على دعم مجموعة صغيرة من المقربين إليها.

فشلت في تقديم أي دعم حقيقي للفئات المهمشة أو القرى النائية، مما يثبت أن تلك الشعارات لا تعدو كونها كلمات فارغة دون أي تطبيق فعلي.

ثبتت رحاب توفيق في منصبها رغم كل هذه الانتهاكات، مما يثير التساؤلات حول من يحميها ومن يدعم استمرارها في هذا الموقع الحساس.

يتساءل الجميع كيف يمكن لمديرة بهذا المستوى من الفساد أن تستمر في قيادة فرع ثقافة المنيا، في حين يتم تجاهل كافة الشكاوى والملاحظات التي توضح انعدام كفاءتها.

استمر رحاب توفيق في التلاعب بمؤسسات الدولة، مدعية التعاون مع المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية لتحقيق أهداف وهمية. استغلت هذا التعاون المزعوم لتبرير إهدار الأموال العامة وتعزيز مكانتها، دون تقديم أي نتائج حقيقية تفيد المجتمع.

تحايلت رحاب توفيق على القيادات العليا في الهيئة العامة لقصور الثقافة وعلى جمهور المنيا، مدعية أن الفعاليات الثقافية التي تنظمها تحقق نجاحات كبرى، في حين أن تلك الفعاليات في الواقع وهمية ولا تحمل أي قيمة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى