تقاريرفلسطين

حماس لن تتوقف مهما كانت التفاهمات والاتفاقات الإسرائيلية مع غزة

تستمر حماس في التحدي، وتظل تهديدًا حاضرًا وفعالًا رغم أي اتفاق لوقف إطلاق النار. تبرز المعضلة الكبيرة أمام إسرائيل، ففي الوقت الذي تكابد فيه لخوض حرب دون أهداف استراتيجية واضحة، تتعرض قواتها لخسائر فادحة لا يمكن تجاهلها.

تتجه إسرائيل نحو مسار كارثي من التردد السياسي. تؤكد مصادر الجيش أن القتال ضد حماس سيتجدد قريبًا بعد المرحلة الأولى من تبادل الأسرى، فالتهديد الذي تشكله الحركة لا يمكن القضاء عليه حتى لو تم توقيع اتفاق مؤقت.

تظل الأنفاق الممتدة في غزة، والتي تستخدمها حماس لتخزين الأسلحة وتدريب مقاتليها، عنصرًا أساسيًا في بنيتها العسكرية، مما يجعل أي تصور لإنهاء الوجود العسكري للحركة أمرًا مستحيلاً على المدى القريب.

تكشف الحقائق العسكرية عن وجود ضعف استراتيجي في القرار الإسرائيلي. لا يوجد أي نوع من الحسم السياسي في تحديد ملامح الحملة العسكرية ضد غزة.

تتزايد المقابر العسكرية يومًا بعد يوم، ويواصل الجيش الإسرائيلي زج المزيد من الجنود في معارك بلا هدف واضح. المحللون العسكريون يتفقون على أن الجيش يعمل في غياب أي توجيه استراتيجي.

تسيطر حالة من الركود على قياداته العسكرية، حيث يتعامل الضباط مع الخسائر كروتين يومي دون اتخاذ قرارات حاسمة.

يتضح جليًا أن غياب الرؤية الشاملة للمستقبل يعمق من المأزق العسكري الذي تعيشه إسرائيل. لم تستطع إسرائيل بعد دخول غزة، وخاصة مناطقها الكبرى مثل الشجاعية ودرج والتفاح، على الرغم من أكثر من ستة أشهر من الحرب.

فشل الجيش في تنفيذ عمليات عسكرية حاسمة في أكبر مدن غزة، مثل خان يونس، حيث تسيطر حماس على المدينة بكاملها. بينما تستمر العمليات العسكرية في شمال القطاع، يبقى الشعب الغزي في حالة انتظار لما ستؤول إليه الأمور.

تتفاقم الأزمة بسبب عجز الحكومة الإسرائيلية عن اتخاذ قرارات حاسمة بشأن غزة. تتجاهل الحكومة التحديات الأمنية الكبرى التي تفرضها الحرب وتكتفي بإجراءات مؤقتة لا طائل منها، مثل القصف الانتقائي أو الحملات العسكرية الجزئية.

يدفع الجنود ثمنًا باهظًا دون رؤية واضحة للمستقبل، في وقت يظل الوزراء مشغولين بمشاكل آنية وألاعيب سياسية لتهدئة الرأي العام المحلي والدولي.

يفشل جيش الاحتلال في العثور على بديل حقيقي لحكم حماس في غزة، إذ لا توجد أي رؤية محددة لإعادة ترتيب الوضع في القطاع.

يرفض المسؤولون الإسرائيليون مناقشة الحلول السياسية الجذرية التي يمكن أن تحقق استقرارًا طويل الأمد، مثل فرض حكم عسكري أو تشكيل حكومة بديلة بالتعاون مع السلطة الفلسطينية. لا يظهر أي جهد حقيقي لإنهاء سيطرة حماس، فيما تزداد العمليات العسكرية بشكل متسارع.

تتمسك حماس بقوة رغم كل محاولات إسرائيل لإضعافها، حيث تحتفظ بتواجد قوي في غزة من خلال بنية تحتية عسكرية متطورة. تستمر في فرض نفسها كقوة عسكرية محورية، ولا تزال تهديدًا يتصاعد مع كل محاولة إسرائيلية لتقليص تأثيرها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى