مأساة جديدة في سجون مصر وفاة سعد السيد مدين تحت التعذيب والإهمال الطبي
توفي المعتقل السياسي سعد السيد مدين داخل زنزانته بسجن برج العرب بعد سنوات من الاعتقال القسري تحت ظروف غير إنسانية لم تراعي حقوقه الأساسية في العيش بكرامة.
عانى المعتقل الذي يبلغ من العمر 57 عامًا من إهمال صحي متعمد وظروف احتجاز قاسية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، فيما تضاف هذه الحادثة إلى سلسلة الانتهاكات المتزايدة ضد المعتقلين في السجون المصرية.
انتمى المتوفي إلى قرية العزيزية في مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وكان يعمل كأستاذ لمادة اللغة العربية. طوال سنوات اعتقاله،
لم تحرك السلطات ساكنًا رغم تدهور حالته الصحية التي تأثرت بشكل بالغ بسبب عدم تلقي العلاج المناسب والرعاية الطبية الضرورية. تركه ليموت داخل السجن بسبب الإهمال الطبي يعد جريمة بشعة لا تغتفر ولا يمكن السكوت عنها.
أكدت تقارير مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان أن وفاة سعد السيد مدين هي نتيجة مباشرة لسياسات التعذيب الممنهج والإهمال الطبي المتعمد الذي يواجهه المعتقلون في سجون مصر. اعتبرتها المنظمة جريمة بحق الإنسانية، مشيرة إلى أن ما حدث هو انتهاك صارخ لمعايير حقوق الإنسان الأساسية التي تكفلها القوانين الدولية.
لم تكن وفاة سعد السيد مدين الحالة الوحيدة التي تسجلها السجون المصرية هذا الشهر، إذ سبقتها وفاة المعتقل عبد السلام صدومة في بداية يناير نتيجة الإهمال الطبي أيضًا بعد صراع طويل مع مرض السرطان دون تلقي العناية اللازمة. تأكد أن هذه الحوادث ليست استثناءً بل نهج مستمر يظهر تدهور الوضع في السجون المصرية بشكل كارثي.
تتفاقم الأزمة داخل السجون ويزداد الوضع سوءًا يومًا بعد يوم، لتظهر سياسات النظام التي تستخف بحياة المعتقلين وتتسبب في معاناتهم ووفاتهم. تندد المنظمات الحقوقية بهذه الانتهاكات، مطالبة بتحقيقات عاجلة ومحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم ضد الإنسانية.