غزة تنتفض فرحًا وحذرًا بانتظار إعلان وقف إطلاق النار
نشرت منصات التواصل الاجتماعي مشاهد مؤلمة من قطاع غزة حيث يتصاعد الفرحة بين السكان مع تدفق التكبيرات والتهليل بينما تتسرب الأنباء عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يلوح في الأفق وسط بحر من الآمال المحطمة والمخاوف المستمرة
احتشد الفلسطينيون في الشوارع متحدين ظروفهم المعيشية المأساوية مرددين التكبيرات في لحظات تملأها الحيرة والأمل في آنٍ واحد لم تخلُ هذه اللحظات من شبح القلق الذي يطارد الجميع من انقضاض اللحظة القادمة التي قد تحمل كوارث جديدة أو صفقات مشبوهة لا تحقق لهم السلام المأمول وسط هذه الساعات الحرجة التي تعيشها غزة
قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن الحكومة الإسرائيلية تتسابق مع الوقت لإعلان قرار وقف إطلاق النار وأوضحت الصحيفة أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى بسرعة إلى إتمام التصريحات الرسمية المتعلقة بالموافقة على الاتفاق الذي يحاولون تقديمه على أنه الحل المؤقت لمأساة مستمرة في غزة ولكن يبقى التساؤل المعلق هل يكون هذا الاتفاق مجرد فقاعة تهدئة مؤقتة أم خطوة نحو وقف المعاناة؟
شهدت شوارع غزة صرخات فرحة حذرة من مواطنين يتأملون نتائج تلك الوعود المبهمة التي قد تقودهم إلى ما هو أسوأ في معركة بقاءهم اليومية فبينما يترقب الجميع الفجر الذي قد يعكس مظاهر الأمل بعد طول عناء تعيش غزة على أمل تخفيف الحصار والدمار الذي لا يفارقها لكن يبقى السؤال الأهم هل سيكون لوقف إطلاق النار هذه المرة فعالية حقيقية بعيدًا عن الوعود الفارغة والمراوغات السياسية؟
طرحت الأيام الأخيرة العديد من الأسئلة المشروعة عن نوايا الأطراف المعنية في هذا الملف الحساس فبينما يتحدث الإسرائيليون عن خطوات متسارعة نحو إعلان الاتفاق تنبعث في الأفق محاذير كبيرة من أن هذا الاتفاق قد يكون مجرد تكتيك لتمديد المعاناة الفلسطينية بدلاً من إيجاد حلول جذرية حقيقية للوضع الكارثي
احتفل سكان غزة رغم الدمار الذي يحيط بهم كما لو أن الفرح قد عاد إليهم لأول مرة ولكن هل تدوم هذه الفرحة في ظل تصاعد الحملات العسكرية وحصاد الضحايا بين جدران لا تعرف غير القسوة والمرارة؟ الإجابة قد تظل عالقة في الهواء لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن هؤلاء السكان خرجوا إلى الشوارع يحملون الأمل في التغيير والتحدي في آنٍ واحد
لن يُنسى هذا اليوم في غزة كأحد الأيام التي تردد فيها الأمل والحذر بانتظار خبر قد يعيد إحياء الآمال أو يطمسها تمامًا في لحظة انفجار آخر وسط تباين مواقف القوى السياسية التي تلعب بأرواح المدنيين كأوراق ضغط على طاولة المفاوضات.