غزة تترقب: أنباء عن وقف إطلاق النار تُشعل التفاؤل والأمل بين أبناء القطاع
جدد الفلسطينيون في غزة مشاعر التفاؤل مع اقتراب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث صرح أحد كبار المسؤولين الغربيين، لم يكشف عن اسه، لموقع ميدل إيست آي، بأنه يمكن التوصل إلى اتفاق يوم الجمعة وأن المسودة النهائية لاقتراح وقف إطلاق النار قد أصبحت الآن بين يدي إسرائيل وحماس.
أوضح المسؤول بأن كلا الجانبين وصل إلى مرحلة “الوقت العصيب” للتوصل إلى اتفاق، خاصة مع اقتراب تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير المقبل.
من جانبه، صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة “على وشك” الانتهاء، حيث قال بايدن في خطاب وداع ألقاه في وزارة الخارجية: “لقد وصلنا إلى حافة اقتراح كنت قد عرضته بالتفصيل قبل أشهر، وقد بدأ يؤتي ثماره أخيراً”.
وفي إشارة إلى جدية المحادثات، فقد التقى حاكم قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بممثلي حماس ومبعوثي الشرق الأوسط لكل من إدارة بايدن والإدارة القادمة بإدارة ترامب، كجزء من الدفع لتأمين اتفاق وقف إطلاق النار المرتقب.
ويرأس وفد حماس خليل الحية، فيما يجري مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف ومبعوث بايدن بريت ماكغورك، مشاورات حول المحادثات، بالإضافة إلى وفد مصري.
عرضت إسرائيل تنازلات تكتيكية على حماس لاستعادة الرهائن لديها، لكن خطواتها لاحتلال غزة ورفضها الموافقة على وقف دائم للأعمال العدائية كانت بمثابة العقبات الرئيسية أمام وقف إطلاق النار
أكدت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى بأن وقف إطلاق النار كان وشيكاً من قبل، لكن المحادثات انهارت قبل أشهر، أما الآن، فتشير الدلائل إلى أن وقف إطلاق النار قد يكون أقرب من ذي قبل.
هل يكون وقف إطلاق النار قبل تنصيب ترامب؟
يبدو أن عودة الرئيس المنتخب ترامب إلى البيت الأبيض قد شكلت عاملاً ضاغطاً مهماً مؤخراً، حيث تعهد ترامب بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط أثناء حملته الانتخابية، كما حذر من “جحيم في الشرق الأوسط” إذا لم تطلق حماس سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة قبل تنصيبه.
وعلى الأرض، تحولت غزة إلى ركام بالفعل مع استشهاد ما لا يقل عن 46584 فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال، وفي الضفة الغربية المحتلة، تواصل السلطة الفلسطينية حملة قمع ضد مقاتلي المقاومة الفلسطينية.
من ناحية أخرى، فإن التصعيد الإسرائيلي، الذي أودى بحياة أكثر من 50 فلسطينياً الإثنين، ما هو إلا جزء من محاولة لتكثيف الهجمات قبل التوقيع على وقف إطلاق النار.
نتنياهو يتطلع إلى ترامب
لقد كانت الدوافع الرئيسية لإسرائيل طوال فترة محادثات وقف إطلاق النار هي حماية فكرة إمكانية استئناف القتال في غزة وقتما تشاء، حتى بعد أن تقوم حماس بإعادة الرهائن، ولذلك عرضت إسرائيل تنازلات تكتيكية على حماس لاستعادة الرهائن لديها، لكن خطواتها لاحتلال غزة ورفضها الموافقة على وقف دائم للأعمال العدائية كانت بمثابة العقبات الرئيسية أمام وقف إطلاق النار.
في الوقت نفسه، فقد شرع أعضاء الحكومة المتطرفين في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إعادة بناء المستوطنات غير القانونية في قطاع غزة، كما أنهم يعارضون إنهاء الحرب، حيث هدد وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريش، بأنه سوف يعارض أي اتفاق يوقف الحرب، قائلاً: “الآن هو الوقت المناسب لتكثيف جهودنا باستخدام كل القوة المتاحة لتأمين قطاع غزة وتطهيره بالكامل”.
أما نتنياهو، فهو يعتقد بأنه قادر على المضي قدماً في صفقة مع ترامب، وهو الرئيس المؤيد بشدة لإسرائيل، مما يفتح الباب لطموحات نتنياهو نحو الصراع مع إيران والضم المحتمل للأراضي المحتلة الأخرى.
أشار المسؤول الغربي المطلع على المحادثات لموقع ميدل إيست آي، بأ استمرار وقف إطلاق النار وإدارة أي انتهاكات تظل هي القضايا الرئيسية الآن، حيث تتركز نقاط الخلاف حول عودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية وإعادة فتح المعابر الحدودية بما فيها معبر رفح مع مصر.