الانهيار المفاجئ للسياحة المصرية في 2024 رغم الإنجازات واحتلال المغرب الصدارة
تواجه السياحة المصرية أزمة حادة وغير مسبوقة على الرغم من الزيادة التي حققتها في عام 2024 واستقبالها أكثر من 15.7 مليون سائح.
يهبط هذا الإنجاز بمصر إلى المرتبة الثانية في إفريقيا، ليتفوق عليها المغرب الذي أحرز 17.4 مليون زائر. يشهد الوضع تحولات كارثية قد تؤثر على سمعة مصر السياحية للأعوام المقبلة.
يغزو المغرب قمة السياحة الأفريقية بتفوق غير عادي، رغم الزلزال المدمر الذي ضربه في العام الماضي. يأتي هذا الانتصار بعد نجاحه في جذب 1.7 مليون سائح أكثر من مصر، مسجلاً نسبة نمو فاقت 20% مقارنة بعام 2023. يحقق المغرب معجزة سياحية، حيث يستمر في مفاجأة العالم بتحقيقه أهدافه السياحية قبل الموعد المحدد.
يتربع المغرب على عرش السياحة العالمية عبر تعزيز بنيته التحتية، حيث قامت الحكومة بفتح 120 مسارًا جويًا جديدًا في 2024. من بينها رحلات مباشرة من نيوآرك الأمريكية إلى مراكش.
تساهم هذه المبادرات في جذب السياح الأثرياء والنخبة العالمية. تفتح الفنادق الفاخرة مثل “فور سيزونز” و”نوبو” أبوابها في كل مكان، مما يعزز مكانة المغرب كوجهة سياحية لا تضاهى.
يخطف المغرب الأنظار بفضل توسع فندق “رويال منصور” في الدار البيضاء، الذي أصبح وجهة سياحية بارزة للزوار. يتوقع الخبراء أن يصل عدد السياح في المغرب إلى 26 مليون سائح بحلول 2030، وهو ما يمثل زيادة ضخمة قد تصل إلى 50%. ويشمل هذا الرقم الزيادة الناتجة عن استضافة كأس الأمم الأفريقية 2025، وكذلك كأس العالم 2026، ما يعزز مكانته الدولية.
في المقابل، تتراجع السياحة المصرية وتخسر مكانتها التاريخية في إفريقيا. كانت التوقعات تشير إلى وصول 18 مليون سائح لمصر في عام 2024، إلا أن الواقع كان أقسى من التوقعات. أزمات السياسة الإقليمية والصراعات في الشرق الأوسط كان لها تأثير بالغ على صناعة السياحة المصرية.
تواجه مصر أزمة حقيقية رغم أنها لا تزال تعتبر وجهة سياحية آمنة نسبيًا مقارنة بدول المنطقة. يحذر الخبراء من أن تأثير الحرب في الشرق الأوسط على السياحة سيستمر، حيث يتردد بعض الدول في إرسال مواطنيها إلى مصر خوفًا من تداعيات الأحداث الجارية.
يتعين على مصر التحرك سريعًا لمواجهة هذه التحديات، خصوصًا في ظل تصاعد المنافسة مع المغرب الذي يواصل تحقيق انتصارات مذهلة في القطاع السياحي.