لاشك فى ان ترامب قد بدأ عرضا بهلوانيا مبكرا من عروضه المعهوده في فترته الرئاسيه السابقه ، ولكن شكل العرض البهلواني هذه المره يروق له كثيرا لانه مع خصم من اصحاب الكرافتات الشيك
والذي يجيد ترامب التعامل معهم جيدا كما يحب دائما ان يصف نفسه ، فقبل حتي ان تطآ قدماه البيت الآبيض بدا سجالا عنيفا بالتهديد بحربا اقتصادية لأمريكا مع جيرانها التاريخيين ولا سيما كندا والتى تعتبر الشريك الأول للولايات المتحدة على صعيد الأمن القومى والذى تتعدد أبعاده عسكريا واستراتيجيا واقتصاديا وسياسيا.
وقد خلق ترامب في ولايته الأولى العديد من المشاكل للولايات المتحدة مع شركائها الاستراتيجيين سواء في أوروبا أو اليابان آو كوريا الجنوبية بنظرته للعديد من قضايا العلاقات الدولية بمنظور رجل الأعمال الملياردير و المطور العقارى الثرى والذي ينظر لآي شيء ولكل شىء بانها صفقات تجاريه و أشياء تباع وتشترى دون الأخذ في الاعتبار العديد من العوامل الهامة الأخرى وعلي رأسها الآمن القومي وخلق تمدد استراتيجي للولايات المتحدة من أقصى الأرض لأ أقصاها وما يتبع ذلك من تكلفه مادية ضخمة .
فان اتتك الفرصه عزيزي القاريء يوما ما للذهاب إلى كندا بسيارتك برا عن طريق عبور احدى المنافذ البريه الحدوديه المنتشرة على الحدود بين البلدين فإنك لا تشعر بأنك قد غادرت الولايات المتحدة الأمريكية من الأساس بل تعتبر أنك مازلت داخل إحدى الولايات الأمريكية.لا تشعر بغربه علي الإطلاق تسمع نفس اللغه تري نفس الوجوه وتتسوق من نفس السلاسل التجاريه الامريكيه المنتشره علي كامل التراب الكندي.
وقد فاجأنا دونالد ترامب والذي سيصل إلى المكتب البيضاوي في العشرين يناير الجارى بتصريحات أثارت بلبله شديدة ليس فقط في الولايات المتحدة بل أيضا في العالم كله. فقط أشعل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تفاعلا واسعا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بنشره صورة خريطة للولايات المتحدة الأمريكية متضمنه كامل التراب الكندى كدوله واحده.
كما أضاف ترامب في منشور على منصته المملوكة له ”ترو سوشيال“ بأن العديد من الناس في كندا يحبون أن تصبح كندا الولاية الأمريكية الواحد والخمسين لأن لم تعد الولايات المتحدة قادرة على أن تتحمل العجز التجاري الكبير بمعنى أن صادرات الولايات المتحدة إلى كندا أقل من وارداتها واستطرد ترامب في مؤتمر صحفي في إجابته على أحد الصحفيين بأن كان سيستخدم القوة العسكرية في الاستحواذ على كندا
فأجابه ترامب بالقطع لا ولكني سوف استخدم القوة الاقتصادية واضع رسوم جمركية تصل إلى 25% على الواردات الكندية ، كما أوضح ترامب أن الولايات المتحدة تتحمل سنويا ما يقرب من مئتي مليار دولار لحمايه كندا.
ومن جهته لم يقف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو مكتوف الأيدي وأكد إن بلاده مستعدة للرد برسوم جمركيه مضادة، في حال نفذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تهديده ببدء حرب تجارية في أميركا الشمالية.
كما وصف تصريحات ترامب بأنها تكتيك يهدف إلى صرف الانتباه عن تاثير الرسوم الجمركية التي يخطط لفرضها على الواردات الكندية كما اكد ترودو بان كندا لن تصبح أبدا جزءا من الولايات المتحدة الأمريكية.
وإذا نظرنا للأمور بتأنى فقد لا يستطيع دونالد ترامب تنفيذ أي من تهديداته لعدة أسباب أهمها أن الولايات المتحدة تستورد النفط والغاز والكهرباء والصلب والألمنيوم والأخشاب والخرسانة بالإضافة إلى الحاصلات الزراعية والخضروات والفاكهة مما سيؤثر سلبا على المستهلكين الأمريكيين إذ سترتفع أسعار هذه المنتجات ب ٢٥٪ على الاقل من قيمتها.
وهو ما يتناقض مع وعود ترامب والتي كررها مرارا وتكرارا أثناء حملة الانتخابية بأن شغله الشاغل هو خفض فاتورة الاستهلاك الشهرية للأمريكيين وتحجيم التضخم العنيف الذي خلقه سلفه بايدن وإدارته الضعيفة كما يرى ترامب .
ولكن يأتي هنا السؤال لماذا يكرر ترامب هذه التصريحات بين الحينة والأخرى؟ الإجابة على هذا السؤال ببساطة هي أن جزءا من شخصية ترامب هو خلق طموح شعبوي لأنصاره بان يجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى وفي رأيي إن كثير من هذه الشعارات هي شعارات رنانه وجوفاء هدفها خلق حاله حول ترامب نفسه طوال الوقت ولتشتيت الانتباه عن ما يمكن فعله في التهديدات الحقيقية للإقتصاد الأمريكي لا سيما من جانب الصين و التي يتوقع بانها سوف تكون اكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2028 بخلق معارك جانبية مع كندا لا طائل منها.
محمد حبيب – زميل جمعيه المحللين الماليين الآمريكيهCFA