هانوي تتصدر قائمة أكثر مدن العالم تلوثًا وسط أزمة بيئية تهدد الصحة
تشهد العاصمة الفيتنامية هانوي كارثة بيئية غير مسبوقة تعصف بكل جوانب الحياة فيها، حيث تسجل مستويات غير مسبوقة من التلوث الهوائي.
تسيدت المدينة مؤخرًا قائمة أكثر مدن العالم تلوثًا بعد وصول قياس الجسيمات الدقيقة بي.إم2.5 إلى 266 ميكروجرامًا لكل متر مكعب، وهي قراءة كارثية تفوق مستويات الأمان بكثير.
يتصاعد الضباب الدخاني الكثيف بشكل مستمر فوق سماء هانوي، حيث تغطي المدينة بطبقة من التلوث الذي يهدد حياة الملايين من سكانها.
أدى التكدس المروري في الشوارع المزدحمة وحرق القمامة العشوائي والأنشطة الصناعية غير المنضبطة إلى تفاقم هذه الأزمة بشكل مروع، مما جعل الحياة في المدينة أشبه بالكابوس اليومي. لا يكاد يمر يوم دون أن تزداد معدلات التلوث وتؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة.
تحاول الحكومة الفيتنامية التدخل سريعًا للتخفيف من الأزمة. تسعى إلى تسريع تحول وسائل النقل في هانوي إلى المركبات الكهربائية كجزء من استراتيجيتها للتصدي لهذا الخطر البيئي المدمر.
تدفع الحكومة باتجاه جعل النقل العام في المدينة يعتمد بنسبة 50% على المركبات الكهربائية بحلول عام 2030، بينما تسعى لتحويل جميع سيارات الأجرة إلى هذه التقنية الصديقة للبيئة.
لكن السؤال يظل: هل ستتمكن الحكومة من مواكبة التحولات البيئية قبل أن يصل التلوث إلى مستويات لا يمكن السيطرة عليها؟
يواجه المجتمع المدني تحديًا كبيرًا في هذه المعركة، حيث تنذر الدلائل الحالية بخطر مستقبلي جسيم على صحة المواطنين، وإذا استمرت هذه الوضعية، فقد يواجه سكان هانوي كارثة بيئية تظل آثارها لسنوات.
تتسارع الدعوات إلى اتخاذ إجراءات حاسمة، مع تأكيد العديد من الخبراء أن الوقت قد يكون قد فات بالفعل للحد من الأزمة في المدينة، حيث باتت المشكلة أشبه بمصير محتوم لا يمكن الهروب منه إلا عبر حلول جذرية ومؤلمة.