شركة ناس تستحوذ على سماد مصر بالكامل في صفقة مالية ضخمة
تحركت شركة ناس للاستثمارات القابضة المحدودة خطوة مفاجئة بعد نحو شهرين فقط من شراء 32.5% من أسهم شركة سماد مصر (إيجيفرت)، لتقدم عرضًا إلزاميًا لشراء 57.5% إضافية من أسهمها.
تؤكد الهيئة العامة للرقابة المالية هذا الإعلان الذي يغير موازين القوى في السوق المصري ويطرح تساؤلات هامة حول مستقبل هذه الصفقة التي تحمل معها تداعيات خطيرة. في حال نجاح العرض، ستستحوذ ناس على 90% من شركة الأسمدة المصرية.
تقدر قيمة الصفقة بـ 522.5 مليون جنيه مصري. عرضت ناس شراء أسهم إيجيفرت بسعر 95 جنيها للسهم الواحد، مما يعكس تقييمًا للشركة يصل إلى 912 مليون جنيه، رغم أن السعر يبتعد بنسبة 4.6% عن سعر السهم الحالي البالغ 99.56 جنيه.
تزامن هذا التحرك مع ارتفاع طفيف لسعر السهم بنسبة 4.7% بعد إعلان الخبر. رغم انخفاض السعر، يظل العرض قويًا من حيث قيمته المالية ويشكل تهديدًا كبيرًا للأسواق والشركات الأخرى التي قد تجد نفسها في موقف مشابه.
لن يتوقف تأثير هذه الصفقة عند هذا الحد، بل تواصل ناس ضمان استمرار إدراج أسهم شركة سماد مصر في البورصة المصرية، ما يضمن لها استمرار النفوذ والتأثير في السوق، ويثير أسئلة حول نوايا الشركة في التحكم الكامل في هذا القطاع الهام. تتساءل الأوساط الاقتصادية عن الطريقة التي ستتعامل بها الهيئة الرقابية مع هذه الصفقة الضخمة، وما إذا كانت ستدعمها أم ستفرض قيودًا تحمي مصالح السوق المصري والمستثمرين.
بعد شهرين فقط من استحواذها على حصة 32.5% من أسهم شركة سماد مصر، تضاعفت سرعة التحركات الاستثمارية لشركة ناس. في أكتوبر الماضي، اشترت الشركة 3.1 مليون سهم من شركة ميدفيرت مصر للاستثمار بسعر 60 جنيها للسهم في صفقة بلغت قيمتها 186.6 مليون جنيه. كانت تلك الخطوة بداية لاختراقها لسوق الأسمدة المصري، والآن تتطلع إلى تعزيز قوتها بشكل أكبر.
تأسست شركة سماد مصر (إيجيفرت) في 19 أكتوبر 1997 كشركة مساهمة مصرية، وسرعان ما تحولت إلى واحدة من الشركات الرائدة في مجال الأسمدة والمخصبات الزراعية. أدرجت أسهم الشركة في البورصة المصرية في الأول من ديسمبر 1999، ومنذ ذلك الحين أصبحت حجر الزاوية في صناعة الأسمدة بمصر. ومع هذا الاستحواذ الجديد، ستتضاعف سيطرة شركة ناس على السوق في خطوة قد تغير معالم القطاع الزراعي المصري إلى الأبد.
في الختام، تبرز هذه الصفقة كخطوة جريئة من قبل شركة ناس، لكنها تحمل في طياتها العديد من المخاطر والتحديات التي قد تؤثر بشكل عميق على سوق البورصة المصرية.
