مقالات ورأى

دعاء حسن تكتب : القرن الأفريقي والتحديات الإقليمية

في مقال بارز نشرته جريدة العربي الجديد، تحت قيادة المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة ، تبرز صورة متشابكة وديناميكية لمنطقة القرن الأفريقي، حيث تتسارع التحركات الدبلوماسية وتتعمق المنافسة الإقليمية في واحدة من أكثر المناطق حساسية واستراتيجية.

وسط هذا المشهد المتغير، تواصل مصر أداء دورها المحوري، مستندة إلى تاريخ عريق وعلاقات ممتدة مع دول المنطقة، لتعزيز أمنها القومي وحماية مصالحها الاستراتيجية.

التقرير يسلط الضوء على زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى إثيوبيا، والتي جاءت بدعوة من رئيس الوزراء أبي أحمد بعد توقيع اتفاق تاريخي لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، برعاية إيجابية تفتح آفاقاً جديدة للتعاون بعد توترات أعادت تشكيل خريطة التوازنات الإقليمية.

الاتفاق مثّل خطوة دبلوماسية لافتة، خاصة في ظل الخلافات السابقة التي أثارها مشروع إثيوبيا لإنشاء قاعدة بحرية في إقليم “أرض الصومال”، الذي يظل محل نزاع.

في هذا السياق، صعّدت القاهرة من تحركاتها الدبلوماسية، مجسّدة إدراكها العميق لما تحمله هذه المنطقة من أهمية استراتيجية.

وقد انعكس ذلك في اللقاء الذي جمع وزير الخارجية المصري بدرعبدالعاطي مع نظيره الإريتري عثمان صالح، حيث ناقش الطرفان قضايا ذات أبعاد حيوية، شملت أمن البحر الأحمر، تداعيات الأزمة السودانية، وأثر التحركات الإقليمية المتسارعة على استقرار المنطقة.

القرن الأفريقي اليوم ليس مجرد مسرح للصراعات والمصالح المتشابكة، بل هو قلب ينبض بالقضايا التي تمس كل مواطن مصري، وتُلقي بظلالها على الأمن القومي للمنطقة بأسرها.

القاهرة تدرك هذا بوعي سياسي ودبلوماسي، فتسعى جاهدة لتعزيز جسور التعاون مع دول الجوار الأفريقي، والتأكيد على أهمية البحر الأحمر كطريق للحياة التجارية، ومحور استراتيجي لا يمكن تجاهله في معادلة الاستقرار الإقليمي.

التقرير، الذي نشرته جريدة العربي الجديد، يعد نافذة متعمقة لفهم التحولات في منطقة القرن الأفريقي. بأسلوبه التحليلي البارع، يُبرز المقال رؤية ثاقبة لجهود مصر في مواجهة التحديات وتثبيت أقدامها في خريطة المصالح الدولية.

مرة أخرى، تُثبت العربي الجديد قدرتها على تقديم صحافة مسؤولة تمزج بين العمق المهني والرؤية الفكرية، لتضيء بمهارة مساحات الظل في واحدة من أعقد قضايا الأمن القومي.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى