شهدت منطقة بيت حانون في شمال شرق غزة حادثة مأساوية أدت إلى مقتل خمسة جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي إثر انهيار مبنى مفخخ أوقعهم في فخ قاتل فيما أصيب عدد آخر من الجنود إصابات متفاوتة الخطورة ووقع الحادث وفقًا لما أفادت به مصادر عبرية رسمية في تقرير نشرته حدشوت للو تسنزورا.
أقر الإعلام الإسرائيلي أن القوة التي استهدفتها التفجيرات كانت من لواء ناحال الأكثر استعدادًا. وبحسب مراسل القناة 14 العبرية فإن الهجوم يشير إلى فشل ذريع لجيش الاحتلال في التعامل مع الوضع في بيت حانون ما ينذر بتعديلات كبيرة ستجريها إسرائيل في صفوف قواتها خلال الأيام المقبلة في المنطقة الشمالية من القطاع.
هزت الحادثة كيان جيش الاحتلال وتركته في حالة ارتباك شديد فقد كشفت التقارير عن تعرضه لخسائر فادحة لم يعلن عنها بشكل كامل وتكبد خلالها أكثر من عشرة قتلى فضلاً عن إصابة العشرات من الجنود في الساعات الأخيرة ورغم المحاولات المستمرة من قبل الاحتلال لتدارك الوضع إلا أن خططه فشلت في فرض السيطرة على المنطقة.
تثير هذه الحوادث تساؤلات عميقة حول مدى جاهزية جيش الاحتلال في مواجهة المقاومة الفلسطينية التي أثبتت قوتها وصلابتها في التصدي للعدوان.
أكد أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عبر تطبيق تيلغرام أن المقاومة قد قدمت ضربة قاسية لقوات الاحتلال وأن الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي تتجاوز ما تم الإعلان عنه بكثير مشيرًا إلى أن الاحتلال لن ينجح في تحقيق أهدافه وأنه سيغادر شمال القطاع وهو مهزوم رغم محاولاته المستميتة للسيطرة على المنطقة.
وكشف أبو عبيدة أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق سوى دمار وحروب طاحنة على الأبرياء في غزة حيث استمرت الغارات الجوية العنيفة على مدار الساعة في محاولة يائسة لبث الرعب في صفوف المقاومة.
تدور الأنظار الآن إلى تأثير هذا الهجوم الكارثي على قوات الاحتلال وعلى مسار العمليات العسكرية في غزة. يجد جيش الاحتلال نفسه أمام تحديات ضخمة قد تؤثر على معنوياته بعد الخسائر الفادحة التي تعرض لها فيما قد تؤدي إلى مراجعات شاملة في استراتيجيته تجاه غزة والشمال تحديدًا.
كما يعكس الموقف على الأرض تزايد قوة وتماسك المقاومة التي تواصل دك حصون العدو على الرغم من استمرار الهجمات والضغوط العسكرية.
تحمل الحادثة في طياتها رسالة قوية بأن المقاومة لا تزال قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي بكفاءة عالية وأن التهديدات التي يواجهها الاحتلال لا تتوقف عند حدود الحروب النفسية بل تشمل عمليات دقيقة ومدروسة تؤدي إلى إلحاق ضرر فادح بجيش الاحتلال وهو ما سيؤثر على مستقبل العمليات العسكرية ويجعل من السيطرة الإسرائيلية على غزة مسألة أكثر صعوبة.
