مصر تعزز علاقاتها الأفريقية للتصدي للتحديات الأمنية في البحر الأحمر

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية في البحر الأحمر وتزايد تهديدات الحوثيين للسفن المارة بالممر الملاحي، اتجهت مصر إلى تعزيز تعاونها مع الدول الأفريقية لحماية البحر الأحمر ومصالحها الاستراتيجية، بما في ذلك أمن الملاحة وإيرادات قناة السويس.

وأكد الدكتور أبو بكر ضوة، المحلل السياسي، أن هذا التوجه نحو القارة الأفريقية يأتي استجابة للتحديات المتزايدة التي تؤثر على الأمن القومي المصري، مشيرًا إلى أن التعاون مع دول القرن الأفريقي وحوض النيل يهدف إلى تعزيز استقرار المنطقة ومواجهة التوترات في البحر الأحمر.

وأشار د. ضوة إلى أن استهداف جماعة الحوثي للسفن في البحر الأحمر منذ نهاية نوفمبر 2023 دفع شركات الشحن العالمية إلى تغيير مساراتها لتجنب الممر الملاحي، ما أدى إلى تراجع كبير في إيرادات قناة السويس.

وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي صرح مؤخرًا بأن الإيرادات انخفضت بأكثر من 60% مقارنة بعام 2023، ما أدى إلى خسائر تقدر بـ7 مليارات دولار في عام 2024.

وأضاف أن هذه الخسائر الاقتصادية الكبرى أدت إلى تفاقم الأزمة المالية، حيث وصل سعر الدولار الأمريكي إلى 50.56 جنيه مصري في البنوك، مما يزيد من التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

تأتي هذه التحركات المصرية لتعزيز التعاون الأفريقي في إطار رؤية شاملة تهدف إلى حماية الممرات البحرية وتأمين قناة السويس، التي تعد شريانًا حيويًا للاقتصاد المصري، في ظل ظروف إقليمية ودولية معقدة.