مقالات ورأى

د.أيمن نور يكتب: سلام بديل مخزومي..رجل مناسب

إعلان النائب فؤاد مخزومي انسحابه من سباق رئاسة الحكومة اللبنانية لصالح القاضي نواف سلام جاء كخطوة تعكس المسؤولية والإدراك العميق لمتطلبات المرحلة الراهنة في لبنان. مخزومي، المعروف بمواقفه الوطنية ورؤيته الإصلاحية، أفسح المجال لشخصية تُعد نموذجًا للإصلاح، بعيدًا عن العقلية السياسية التقليدية التي أودت بلبنان إلى حالة الانهيار الراهنة.

منذ سنوات عرفت مخزومي كرجل يؤمن بالتغيير من خلال رؤية وطنية تتخطى الطائفية والمصالح الفئوية. قراره اليوم يعكس ما عرفته عنه؛ سياسي لا يضع طموحاته الشخصية فوق مصلحة البلاد، وإنما يختار ما يُمكن أن يخدم مشروع التغيير. بديله، نواف سلام، يمثل بدوره شخصية إصلاحية، يتمتع بمصداقية دولية وسمعة وطنية، قادر على توحيد القوى المعارضة والمستقلة حول مشروع يهدف إلى استعادة ثقة اللبنانيين.

هذا القرار يحمل أيضًا رسالة واضحة ضد السياسة التقليدية التي يمثلها نجيب ميقاتي. الأخير، الذي أصبح اسمه مرادفًا للفشل السياسي والتبعية الخارجية، أثار جدلاً واسعًا بقراراته الأخيرة، ومنها تسليم الشاعر المصري عبد الرحمن القرضاوي، ما يعكس استمرار النهج القائم على الخضوع للضغوط بدلًا من حماية السيادة الوطنية. مثل هذه التصرفات تُظهر حجم الحاجة إلى تغيير جذري في قيادة البلاد.

يبقى الأمل معقودًا على أن يكون هذا الانسحاب خطوة نحو مسار سياسي جديد يُعيد للبنان مكانته. مخزومي، بقراره، وضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار، وأثبت أن السياسة الحقيقية تتعلق بخدمة الوطن لا التمسك بالمناصب.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى