بضغط من سعد الحريري..ميقاتي أسرع في تنفيذ إجراءات تسليم عبد الرحمن القرضاوي للامارات!
كشفت مصادر مطلعة أن الرئيس السابق، سعد الحريري ضغط على رئيس الوزراء الحالي نجيب ميقاتي لتسليم الشاعر عبدالرحمن القرضاوي للامارات. وتجاوب ميقاتي مع مطلب الحريري إرضاءً للامارات، رغم ما يشكله القرار من انتهاك صارخ للمعاهدات الدولية!
وبعد توقيف القرضاوي في لبنان، حضر رئيس جهاز الحماية الشخصية للحريري “عبد العرب” إلى بيروت، وإلتقى برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ليبلغه بمطلب الحريري، وهو ترحيل القرضاوي للإمارات وتسليمه للسلطات الإماراتية لمعاقبته.
وعلى الفور تحرّك ميقاتي، وطلب من القضاء اللبناني الإسراع في متابعة الملف وإنهاءه في مدة زمنية قصيرة جدًا، وتجاهل كل الضغوط الدولية التي تناولت هذا الموضوع ومن بينها تُركيا وقطر.
اجتمع مجلس الوزراء يوم أمس، ووقع ميقاتي المرسوم الوزاري الذي يقضي بتسليم القرضاوي للإمارات، وتذرّع بالتوصية القضائية التي تسلّمها من المدعي العام التمييزي، القاضي جمال الحجار التي جاء فيها أن الجرم المُلاحق به القرضاوي ليس متعلقًا بآرائه السياسية. وحُول المرسوم الوزاري خلال ساعات قليلة للنيابة العامة التمييزية، وبدأت إجراءات ترحيل القرضاوي، ونقل مساء أمس عند الساعة الخامسة مساءً لمديرية قوى الأمن الداخلي، ومن ثم سُلّم للأمن العام ومن ثم جرى نقله بمؤازرة أمنية مشددة إلى مطار بيروت قبل أن يتم ترحيله على متن طائرة خاصة إلى الإمارات.
وعلى الرغم من أن قرار الترحيل هو قرار سياسيّ، يعود للحكومة اللبنانيّة، ولا خلاف في ذلك، إلا أن الدولة اللبنانية ترمي مسؤولية القرار على القضاء اللبناني. فكل المعلومات تشير إلى أن ميقاتي تذرّع بالتوصية القضائية، وتمسّك بمضمونها كي لا تُلاحق الدولة اللبنانية على مُخالفتها المعاهدات الدولية التي تمنع تسليم أي مطلوب لأي دولة إن كان هذا الأمر يشكل خطرًا على حياته. والدولة اللبنانية التي خالفت وتجاهلت هذه المعاهدات، تمسكت بحجة مكشوفة، وهي أن المواد القانونية التي ذكرت بالتوصية القضائية تتيح للدولة اللبنانية ترحيل القرضاوي من دون أن تعتبر أنها تجاوزت هذه المعاهدات.
وحسب المصادر فإن القرضاوي أضرب عن الطعام بعد تبليغه بموافقة الحكومة اللبنانية ترحيله للإمارات، وتفاجأ وكيله القانوني، محمد صبلوح بنقله لمديرية قوى الأمن الداخلي، مساء يوم أمس، وعلى الرغم من تقديمه صباح اليوم طعنًا بقرار الحكومة أمام مجلس شورى الدولة إلا أن هذا القرار لم يؤثر على مسألة ترحيله التي تم على وجه السرعة.
وترجح المصادر أن الإمارات ستتسلم القرضاوي وهناك احتمال بإعادة تسليمه لمصر خلال الفترة المقبلة، ما يعني أن مصيره قد يكون الحكم المؤبد بالسجن.بحسب موقع المدن
من جهتها، تبرر الدولة اللبنانية أنها حصلت على تعهدٍ من الامارات بحماية حياة القرضاوي وعدم التعرض له أو تعذيبه أو إلحاق أي خطر على حياته، وتؤكد المصادر أن الدولة اللبنانية حصلت على تعهدات من السلطات الإماراتية خلال الساعات الماضية. وعلى هذا الأساس سُلم القرضاوي للسلطات الاماراتية.
وبذلك يتضح اليوم أن مسألة تسليم القرضاوي ليست متعلقة بإعادة إعمار لبنان، أو بتسوية لبنانية-اماراتية لحلحة ملف المعتقلين اللبنانيين في الامارات، بل هي “حبكة” سياسية-قضائية تلبيةً لمطلب الرئيس السابق، سعد الحريري، وإرضاءً للامارات!