إقصاء النقابات الفنية من لجنة الدراما يشعل غضب الوسط الفني المصري

أثار استبعاد النقابات الفنية الثلاث المتمثلة في نقابة المهن التمثيلية ونقابة المهن السينمائية ونقابة المهن الموسيقية من عضوية لجنة الدراما التي شُكلت مؤخرًا ضمن هيكل مجلس الوزراء المصري موجة غضب عارمة داخل الوسط الفني وأحدث جدلاً واسعاً حول مستقبل العمل الدرامي في مصر
أكد عدد من الفنانين أن تجاهل النقابات الفنية التي تضم ما يزيد عن 14 ألف عضو يمثلون كافة أوجه الصناعة الفنية أمر يثير القلق بشأن غياب التمثيل الحقيقي لأصحاب المهنة في عملية وضع الاستراتيجيات الخاصة بالإنتاج الدرامي في البلاد
أوضح متابعون أن هذه اللجنة التي أُعلن عن تشكيلها في شهر مارس الماضي تضم عددًا من الشخصيات الأكاديمية والإعلامية وتكلفت بوضع رؤية مستقبلية لمجال الدراما والإعلام دون أن تشمل ممثلين عن النقابات الفنية المعنية مباشرة بالإنتاج الدرامي
أضافت مصادر مطلعة أن لقاءً تم بين رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي وأعضاء اللجنة في الأيام الأولى من شهر أبريل الجاري حيث تم خلاله مناقشة العقبات التي تواجه الإعلام والدراما مع التركيز على تعزيز ما سُمّي بالقيم الإيجابية في المحتوى المقدم للجمهور المصري
لفت مراقبون إلى أن هذا التحرك الحكومي جاء بعد تصريحات علنية أطلقها رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي في رمضان الماضي عندما أعرب عن استيائه من بعض المضامين الدرامية التي بُثت خلال الموسم الرمضاني والتي رأى أنها لا تعكس الصورة الأخلاقية المنشودة
أعلنت جهات رسمية أن الدولة بدأت فعليًا في تنفيذ خطوات لتطوير المحتوى الإعلامي من خلال تشكيل لجان متخصصة وإحداث تغييرات إدارية على مستوى بعض المؤسسات الإعلامية الكبرى كما جرت إقالة أو استقالة عدد من المسؤولين عن تلك المؤسسات في ضوء تلك التوجهات الجديدة
صرحت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أن استراتيجيتها تهدف إلى تحقيق توازن بين متطلبات الإبداع الفني والمسؤولية الاجتماعية بما يتوافق مع القيم السائدة في المجتمع المصري مؤكدة أنها تسعى إلى إنتاج أعمال درامية تعكس هوية المجتمع وتعبر عن طموحات المواطن المصري
زعم ممثلون عن الوسط الفني أن استبعاد النقابات يُعد تجاهلاً متعمداً للخبرات الفنية المتراكمة عبر عقود مشيرين إلى أن المشاركة في صنع القرار الفني دون إشراك النقابات قد يؤدي إلى مزيد من التوتر في العلاقة بين صناع الفن والمؤسسات الرسمية
نوه فنانون إلى أن المشهد الحالي قد يُفضي إلى تعقيدات مستقبلية في العلاقة بين الحكومة والوسط الفني مؤكدين أن غياب الحوار المؤسسي مع النقابات قد ينعكس سلباً على جودة المحتوى الفني وحالة الإبداع في المستقبل القريب
استدرك فنيون بأن النقابات كانت وما زالت شريكاً أساسياً في صناعة الفن وتطويره مطالبين بضرورة إعادة النظر في هيكلة لجنة الدراما الجديدة لضمان إشراك كافة الأطراف المعنية في صياغة السياسات العامة للدراما المصرية