تتواصل الأرقام الصادمة في قطاع غزة لتكشف عن واحدة من أفظع الكوارث الإنسانية التي يشهدها العالم في العقد الأخير يعلن القطاع عن نحو 4500 حالة بتر في الأطراف العلوية والسفلية منذ بداية الحرب العمياء التي تشن على سكانه
هذا الرقم الضخم يعكس فظاعة الواقع الميداني في غزة ويكشف عن مصير مأساوي ينتظر الآلاف الذين يعانون من تبعات الحرب التي لا تفرق بين صغير وكبير ولا بين رجل وامرأة.
تنهار المستشفيات في غزة تحت وطأة الضغط الهائل نتيجة لحالات البتر المتزايدة والأطباء يكافحون لأداء عمليات جراحية لإنقاذ أكبر عدد ممكن من المصابين الوضع الصحي في القطاع لا يمكن وصفه إلا بكارثة تهدد بقاء الحياة الطبيعية ففي كل زاوية من زوايا المستشفيات هناك علامات ألم ودمار تحول دون تقديم العلاج الكامل للمصابين الذين يصبحون ضحايا لصراع لا ذنب لهم فيه.
تستمر معاناة الأطفال في غزة على مستوى غير مسبوق يتصدر الأطفال قائمة الضحايا الذين تعرضوا للبتر بنحو 800 حالة بتر وهو رقم مفزع يعكس حجم المعاناة التي لا يمكن تصورها حيث يُستقبل الأطفال المصابون وسط صرخات الألم وتفاصيل الحرب الوحشية التي تقود إلى تدمير حياتهم بشكل كامل بينما تفتقر المستشفيات إلى المعدات الكافية لتقديم العلاج الفعال والعناية الطبية اللازمة.
تواجه النساء في غزة معاناة مضاعفة حيث تسجل أعداد النساء اللواتي تعرضن للبتر أكثر من 540 سيدة كان لهن نصيب مؤلم من آثار الحرب مع تصاعد أعداد الضحايا من النساء اللواتي لا ذنب لهن سوى وجودهن في هذا الصراع الطاحن الذي حول حياتهن إلى جحيم بلا نهاية
تشير الأرقام والحقائق التي تخرج من القطاع إلى أن الواقع الطبي والصحي في غزة وصل إلى مستويات كارثية تحتاج إلى تدخل عالمي عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه هذا الوضع لا يمكن السكوت عليه فالعدالة الإنسانية تستدعي وقفة حاسمة لحماية أرواح المدنيين في غزة والحفاظ على ما تبقى من صحة وحياة في ظل معركة يبدو أن النصر فيها لن يكون سوى بأرواح الأبرياء